[ابن اسماعيل] بن يوسف بن نصر بن قيس، الأنصاري، الخزرجي، رحمهم الله تعالى جميعاً.
وانتهى السلطان المذكور بعد نزوله بمليلة إلى مدينة فاس بأهله وأولاده معتذراً عما أسلفه، متلهفاً على ما خلفه، وبنى بفاس بعض قصور على طريق بنيان الأندلس، رأيتها ودخلتها، وتوفي رحمه الله تعالى بفاس عام أربعين وتسعمائة، ودفن بإزاء المصلى خارج باب الشريعة وخلف ولدين اسم أحدهما يوسف والآخر أحمد وعقب هذا السلطان بفاس إلى الآن، وعهدي بذريته بفاس سنة 1027،يأخذون من أوقاف الفقراء والمساكين، ويعدون من جملة الشحاذين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
رسالة المخلوع أبي عبد الله إلى الشيخ الوطاسي
وقد رأيت أن أذكر هنا الرسالة التي كتب بها المخلوع المذكور إلى سلطان فاس الشيخ الوطاسي (?) ، وهي من إنشاء الكاتب المجيد البارع البليغ أبي عبد الله محمد بن عبد الله العربي العقيلي رحمه الله تعالى وسماها ب " الروض العاطر الأنفاس في التوسل إلى المولى الإمام سلطان فاس " ونصها بعد الافتتاح:
مولى الملوك ملوك العرب والعجم رعياً لما مثله يرعى من الذّمم
بك استجرنا ونعم الجار أنت لمن جار الزّمان عليه جور منتقم
حتى غدا ملكه بالرغم مستلباً وأفظع الخطب ما يأتي على الرغم
حكمٌ من الله حتمٌ لا مردّ له وهل مردٌّ لحكمٍ منه منحتم
وهي الليالي وقاك الله صولتها تصول حتى على الآساد في الأجم
كنّا ملوكاً لنا في أرضنا دولٌ نمنا بها تحت أفنانٍ من النعم