فدع شهوات النفس عنك بمعزل فعذب الليالي مقتضاه عذاب
وسلّ فؤاداً عن ربابٍ وزينبٍ فما القصد منها زينبٌ ورباب
وأنوي متاباً ثمّ أنقض نيّتي فربع صلاحي الفساد خراب
أقر بتقصيري وأطمع في الرضى وما القصد إلاّ مرجعٌ ومتاب
ويعتبني في العجر خلٌّ وصاحبٌ وهل نافعٌ في الجامدات عتاب
أطهّر أثوابي وقلبي مدنّسٌ وأزعم صدقاً والمقال كذاب
وفارقت من غرب البلاد مواطناً فسقى ربى غرب البلاد سحاب
فبالقلب من نار التشوق حرقةٌ وبالعين من فيض الدموع عباب
وما بلغ المملوك قصداً ولا منىً ولا حطً عن وجه المراد نقاب
وأخشى سهام الموت تفجأ غفلةً وما سار بي نحو الرسول ركاب
وقلبي معمورٌ بحبّ محمّدٍ فما لي في غير الحجاز طلاب
يحنّ إلى أوطانه كلّ مسلمٍ فقدّس منها منزلٌ وجناب
فأسعد أيامي إذا قبل هذه منازل من وادي الحمى وقباب
فجسمي في مصر وروحي بطيبةٍ فللروح عن جسمي هناك مناب
على مثل هذا العجز والعمر منقضٍ تشقّ قلوبٌ لا تشقّ ثياب
وأرجو ثواباً بامتداحي محمّداً وما كلّ مثنٍ في الزمان يثاب
به أخمدت من قبل نيران فارسٍ وحقق من ظبي الفلاة خطاب
وكم قد سقى من كفّه الجيش فارتووا وكم قد شفى منه العيون رضاب
أجيب لما يختار في حضرة العلا وما كلّ خلقٍ حيث قال يجاب
فلم تلهه دنياه عن خوف ربه ولا شغلته عن رضاه كعاب
محمدٌ المختار أعلى الورى ندىً وأكرم مبعوثٍ أتاه كتاب
أتحسب أن تحصى بعدٍّ صفاته وهيهات ما يحصي علاه حساب
ثناء رسول الله خير ذخيرة وقد ذلّ جبّارٌ وخيف عقاب
وقد نصب الميزان والله حاكمٌ وذلّت لأحكام الإله رقاب