أوصيت قلبي أن يفرّ عن الصّبا ظنّاً بأني قد دعوت سميعا
فأجابني لا تخش مني بعدها أفلتّ من شرك الغرام وقوعا
حتى إذا نادى الحبيب رأيته آوى إليه ملبياً ومطيعا
كذبالةٍ أخمدتها فإذا دنا منها الضرام تعلّقته سريعا
قال: وأنشدني:
وزائرٍ زارني والليل معتكرٌ والطّيب يفضحه والحي يشهره
أمسكت قلبي عنه وهو مضطربٌ والشوق يبعثه والصّون يزجره
فبتّ أصدى إلى من لا يحّلئني والورد صافٍ ولا شيء يكدره
تراه عيني وكفّي لا تلامسه حتى كأنّي في المرآة أنظره
قال: وأنشدني الإمام أبو عمرو ابن غياث الشريشي لنفسه رحمه الله تعالى:
صبوت وهل عارٌ على الحرّ إن صبا وقيد ثغر الأربعين إلى الصّبا
وقالوا مشيبٌ قلت واعجبا لكم أينكر صبحٌ قد تخلل غيهبا
وليس مشيباً ما ترون، وإنما كميت الصّبا لمّا جرى عاد أشهبا
وتوفي أبو عمرو (?) سنة 620، عن تسعين سنة.
قال ابن المستوفي: وأنشدني المذكور قال: أنشدني أبو عمرو أيضاً لنفسه:
أودع فؤادي حسرة (?) أو دع ... نفسك تؤذى أنت في أضلعي أمسك سهام اللحظ أو فارمها أنت بما ترمي تصابٌ معي
موقعها القلب وأنت الذي مسكنه في ذلك الموضع
قال: وأنشدني قال: أنشدني مطرف الغرناطي: