أباح قتلي في الهوى عامداً وقال كم لي عاشق في الورى

رميته في أسر حبّي ومن أجفان عينيه أخذت الكرى

وقال لسان الدين في الإحاطة: كان أثير الدين أبو حيان نسيج وحده في ثقوب الذهن، وصحة الإدراك، والاضطلاع بعلم العربية والتفسير وطريق الرواية، إمام النحاة في زمانه غير مدافع، نشأ في بلده غرناطة مشاراً إليه في التبريز بميدان الإدراك، وتغبير السوابق في مضمار التحصيل، ونالته نبوة لحق بسببها بالمشرق، واستقر بمصر، فنال بها ما شاء من عز وشهرة وتأثلٍ وافر وحظوة، وأضحى لمن حل بساحته من المغاربة ملجأ وعدّة، وكان شديد البسط مهيباً جهوريّاً، مع الدّعابة والغزل وطرح اتّسمّت، شاعراً، مكثراً، مليح الحديث، لا يمل وإن أطال، وأسنّ جدّاً فانتفع به، قال لي بعض أصحابنا: دخلت عليه وهو يتوضأ، وقد استقر على إحدى رجليه لغسل الأخرى كما تفعل البرك والإوز، فقال لي: لو كنت اليوم جار شلّير ما تركني لهذا العمل في هذا السن، ثمّ قال لي بعد كلام حدثنا عنه الجملة الكثيرة من أصحابنا كالحاج أبي يزيد خالد بن عيسى والمقري الخطيب أبي جعفر الشّقوري والشريف أبي عبد الله ابن راجح وشيخنا الخطيب أبي عبد الله ابن مرزوق قال: حدّثنا شيخنا أبو حيان في الجملة سنة 735 بالمدرسة الصالحية بين القصرين بمنزله، حدّثنا الأستاذ أبو جعفر ابن الزبير سماعاً من لفظه وكتبه من خطه بغرناطة، عن الكاتب أبي إسحاق ابن عامر الهمداني الطّوسي - بفتح الطاء - حدّثنا أبو عبد الله ابن محمد العنسي القرطبي، وهو آخر من حدّث عنه، أنبأنا عبد الله محمد الحافظ الجيّاني، أنبأنا حكم بن محمد، أنبأنا أبو بكر ابن المهندس، أنبأنا عبد الله بن محمد، أنبأنا طالوت بن عباد بن نصال بن جعفر، سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: سمعت رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يقول " اكفلوا لي بست أكفل لكم بالجنة، إذا حدّث أحدكم فر يكذب، وإذا ائتمن فلا يخن، وإذا وعد فلا يخلف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015