قال: فأنشدته:

أهدى لنا غصناً من ناضر الآس أقضى القضاة حليف الجود والباس

لمّا رأى سقمي أهداه مع رشإ حلو التثني فكان الشافي الآسي

ولما أنشد الشيخ أبو حيان قول نور الدين القصري في روضة مصر:

ذات وجهين فيهما قسم الحس ن فأضحت بها القلوب تهيم

ذا يلي مصر فهو مصرٌ وهذا يتولّى وسيم فهو وسيم

قد أعادت التصابي صباها وأبادت فيها الغموم الغيوم

زاد فيها بيتاً، وهو:

فبلجّ البحار يسبح نونٌ وبفجّ القفار يسفح ريم

قال أبو حيان: وكنت ماشياً بين القصرين مع ابن النحاس، فعبر علينا صبي يدعى بجمال، وكان مصارعاً، فقال البهاء: لينظم كل منا فيه، ثمّ قال:

مصارعٌ تصرع الآساد شمرته تيهاً فكلّ مليحٍ دونه سمج

لما غدا راجحاً في الحسن قلت لهم عن حسنه حدثوا عنه ولا حرج

فنظمت أنا:

سباني جمالٌ من مليحٍ مصارعٍ عليه دليلٌ للملاحة واضح

لئن عزّ منه المثل فالكلّ دونه وإن خفّ منه الخصر فالرّدف راجح

وسمع العزازي نظمنا فقال، وأنشدنيه:

هل حكمٌ ينصفني في هوى مصارعٍ يصرع أسد الشرى

مذ فرّ عنّي الصبر فيحبّه حكى عليه مدمعي ما جرى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015