هي الثّغر صان الله من أهلت به ... وما خير ثغرٍ لا يكون بروداً؟! وقال ابن سعيد عندما أجرى ذكر قرية نارجة - وهي قريةٌ كبيرةٌ تضاهي المدن، قد أحدقت بها البساتين، ولها نهرٌ يفتن الناظرين، وهي من أعمال مالقة -: إنّه اجتاز مرة عليها مع والده أبي عمران موسى، وكان ذلك زمان صباغة (?) الحرير عندهم، وقد ضربوا في بطن الوادي بين مقطعاته خيماً، وبعضهم يشرب وبعضهم يغني ويطرب، وسألوا: بم يعرف ذلك الموضع؟ فقالوا: الطراز، فقال والدي: اسم طابق مسمّاه، ولفظ وافق معناه،
وقد وجدت مكان القول ذا سعةٍ ... فإن وجدت لساناً قائلاً فقل ثم قال أجز: بنارجةٍ حيث الطراز المنمنم
فقلت: أقم فوق نهرٍ ثغره يتبسّم
فقال: وسمعك نحو الهاتفات فإنّها
فقلت: لما أبصرت من بهجة تترنّم
فقال: أيا جنّة الفردوس لست بآدمٍ
فقلت: فلا يك حظّي من جناك التندّم
فقال: يعزّ علينا أن نزورك مثل ما
فقلت: يزور خيالٌ من سليمى مسلّم
فقال: فلو أنني أعطى الخيار لما عدت
فقلت: محلّك لي عينٌ بمرآك تنعم
فقال: بحيث الصّبا والطّلّ من نفثاتها