رعى الله بالحمراء عيشاً قطعته ... ذهبت به للأنس، والليل قد ذهب

ترى الأرض منها فضّةً فإذا اكتست ... بشمس الضّحى عادت سبيكتها ذهب وهو القائل:

لا تظنّوا أنّ شوقي خمدا ... بعدكم أو أنّ دمعي جمدا

كيف أسلو عن أناسٍ مثلهم ... قلّ أن تبصر عيني أحدا وغرناطة من أحسن بلاد الأندلس، وتسمى بدمشق الأندلس، لأنّها أشبه شيء بها، ويشقّها نهر حدره، ويطلّ عليها الجبل المسمى بشلير الذي لا يزول الثلج عنه شتاءً وصيفاً، ويجمد عليه حتى يصير كالحجر الصّلد، وفي أعلاه الأزاهر الكثيرة، وأجناس الأفاويه الرفيعة، ونزل بها أهل دمشق لمّا جاءوا إلى الأندلس لأجل الشبه المذكور، وقرى غرناطة - فيما ذكر بعض المتأخرين - مائتان وسبعون قرية.

وقال ابن جزيّ (?) مرتّب رحلة ابن بطوطة، بعد ذكره كلامه، ما نصّه: قال ابن جزيّ: لولا خشية أن أنسب إلى العصبية لأطلت القول في وصف غرناطة، فقد وجدت مكانه، ولكنّ ما اشتهر كاشتهارها لا معنى إطالة القول فيه، ولله درّ شيخنا أبي بكر ابن محمد بن شبرين السبتي (?) نزيل غرناطة حيث يقول:

رعى الله من غرناطة متبوّأ ... يسرّ حزيناً أو يجير طريداً

تبرّم منها صاحبي عندما رأى ... مسارحها بالثلج عدن جليداً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015