ومنها: فأنت الذي نفّست عني مخنّقا، وأصفيت مشربي وكان مرنّقا، وكاثرت بما به آثرت، وما استأثرت - رمل النقا، فلو رآك المأمون ابن الرشيد، لعلم أنّك المتمنّى ببيتي الغناء الذي غني به والنشيد:

وإنّي لمشتاق إلى قرب صاحب ... يروق ويصفو إن كدرت لديه

عذيري من الإنسان لا إن جفوته ... صفا لي، ولا إن كنت طوع يديه ولم يقل: أعطني هذا الصديق وخذ مني الخلافة، وأنا أقول: قد ظفرنا به بحمد الله ولم أجد أحداً في دهره وافق الغرض فلم نر خلافه.

ومنها: فهذه يا ابن شاهين أياديك البيض، تفرخ لك الشكر وتبيض، فلا دليل على ولائي، كإملائي، ولا شاهد لما في أحنائي، كثنائي، ولا حجّة على ودادي، كتكراري ذكرك وتردادي.

وهي طويلة، لا يحضرني الآن منها سوى ما ذكرته.

ولنقتصر من مكاتبات أعيان العصر من أهل دمشق المحروسة على هذا النحو المقدار، ونسأل الله تعالى أن يحفظهم جميعاً في الإيراد والإصدار.

[رسائل من المغرب ترد للمؤلف]

وفي تاريخ ورود هذه المكاتيب الشامية السابقة عليّ، اتفق ورود كتب من المغرب، وجّهها جماعة من أعيانه إليّ.

فمن ذلك كتاب كتبه لي الأستاذ المجوّد الأديب الفهامة معلم الملوك سيدي الشيخ محمد بن يوسف المراكشي التامليّ (?) نصّه: " الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على سيدنا محمد تتوالى، من المحب المخلص المشتاق، إلى السيد الذي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015