وكما قلت فيهم أيضاً:
فبنو المحاسن بيننا ... كبني المنجّم في النجابه
فهم القرابة إن عدم ... ت من الأنام هوى القرابه
فيهم محاسن جمّةٌ ... منها الخطابة والكتابه ثمّ لم يكتف سيدي وشيخي بما أنعم به، وأحسن بكتبه، من كتابه المزين بخطه، المبين بضبطه، المسمى بين أهل الوفاء، بكتاب الأصفياء، حتى أضاف إليه كتاب الشفاء، في بديع الاكتفاء، كأنّه لم يرض طبعه الشريف المفرد المستثنى، إلا أن تكون حسناته لدى أحبابه مثنى مثنى، حتى كأن مراده بتضيف هذا الإكرام والإحسان، تعجيز العبد عن أداء خدمة الحمد بحصر البيان وعقد اللسان، إذ لست ذا لسانين، حتى أؤدّي شكر إحسانين، وغاية البليغ في هذا المضمار الخطير، أن يعترف بالقصور ويلتزم بالتقصير.
ومن فصول هذا الكتاب ما نصّه: ومن باب إدخال السرور على سيدي وشيخي وبركتي خبر المدرسة الداخلية التي تصدى لها ذلك المولى العظيم، والسيد الحكيم، وصدر الموالي، ورونق الأيام والليالي، سيدي وسندي، وعمادي ومعتمدي، الفهامة شيخي أفندي، المعروف بالعلامة، حفظه الله، ووقاه، وأبقاه، الذي صدق عليه وعليّ قول الأول:
ولي صديقٌ ما مسّني عدمٌ ... مذ وقعت عينه على عدمي
أغنى وأقنى فما يكلّفني ... تقبيل كفٍّ له ولا قدم
قام بأمري لمّا قعدت به ... ونمت عن حاجتي ولم ينم وقول الثاني:
صديقٌ لي له أدب ... صداقة مثله نسب
رعى لي فوق ما يرعى ... وأوجب فوق ما يجب