فلو نقدت خلائقه ... لبهرج عنده الذهب ولعمري إنّه كذلك قد تصدّى لحاجتي فقضاها، ولحجّتي فأمضاها، ولم يكن لي في الروم سواه وسواها، وما أصنع بالروم، إذا تخلف عني ما أروم، أبى الله إلاّ أن ينفعني ذلك الحرّ الكريمبنهيه وأمره، وأن يكون بياني وبناني مرتبطين بحمده وشكره، وهذه حاجة في نفسي قضيتها، وأمنية رضيت بها وأرضيتها، ولله الحمد.

ولست أحصي، ولا أستقصي، يا سيدي ومولاي، شوق أخيكم سيدي ومولاي المفتي العمادي، حفظه الله تعالى وإياكم، وقد بلغ به شوقه وغرامه، وتعطّشه وأوامه، أن أفرد لجانب مولانا كتاباً، يستجلب مفخراً وجواباً، إذ الشام كما رأيتم عبارة عن وجوده الشريف والسلام، وكذلك أولاده الكرام، تلامذتكم يقبّلون الأقدام. وأما محبكم وصديقكم الشيخ البركة شيخ الإسلام مولانا عمر القاري فقد بلغته سلام سيدي، فكان جوابه الدعاء والثناء، مع العزيمة عليّ بأن أبالغ لجانبكم الكريم في تأدية سلامه، وتبليغ ما يتضمنه من المحبّة الخالصة فصيح كلامه. وأما الكريميّان ولدكم محمد أفندي وأخوه سيدي أكمل الدين، فهما لتقبيل أقدامكم من المستعدين. وكذلك لا أحصي ما هما عليه من الدعاء والثناء لجنابكم الكريم العالي، تلميذاكم بل عبداكم ولدنا الشيخ يحيى ابن سيدي أبي الصفاء، وولدنا الشيخ محمد ابن سيدي تاج الدين المحاسنيان. وأما عبداكم وتلميذاكم ولداي الشيخان الداعيان الأخوان الشيخ عبد السلام والقاضي نعمان، فليس لهما وظيفة إلا الدعاء والثناء، في كل صبح ومساء، لأن كلاًّ منهما خليفتي، والاشتغال بالدعاء لسيدي وظيفتي، ولا يقنعان بتقبيل اليدين الكريمتين، ولا بد من تقبيل القدمين المباركتين. وبعد، فلا ينقضي عجبي من بلاغة كتابكم الشريف الوارد لجناب أخيكم المفتي العمادي حفظكم الله تعالى وإيّاه، ولا كان من يشناك ويشناه، وعجبه به أعظم وأكبر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015