يا أحمد الناس طرّاً ... في كلّ ما يتصرّف

يهدي إليك محبٌّ ... دموعه تتذرّف

شوقاً وودّاً قديماً ... منكّراً يتعرّف ولنختم مخاطبات أهل دمشق لي بما كتبه لي أوحد الموالي الكبراء، السري، عين الأعيان، صدر أرباب البلاغة والبيان، مولانا أحمد الشاهيني السابق الذكر في هذا التأليف مرات، ضاعف الله تعالى لديه أنواع المبرات والمسرات، آمين، ليكون مسكاً للختام، إذ محاسنه ليس بها خفاء ولا لها انكتام، ونصّ محل الحاجة منه هو الفياض:

" يا سيداً أحرز خصل العلا ... بالبأس والرأي السّديد الشّديد

ومن على أهل النّهى قد علا ... بطبعه السامي المجيد المجيد

ومن يزين الدهر منه حلى ... قولٍ نظيمٍ كالفريد النّضيد

ومن صدا فكري منه جلا ... نظمٌ له القلب عميد حميد

ومن له من يوم قالوا " بلى " (?) ... في مهجتي حبٌّ جديدٌ مزيد

ومن غدا بين جميع الملا ... بالعلم والحلم الوحيد الفريد

أفديك بالنفس مع الأهل لا ... بالمال، والمال عتيدٌ عديد أقسم بالله الذي علت كلمته، وعمّت رحمته، وسحرت القلوب والعقول رأفته ومحبته، وجعل الأرواح جنوداً مجنّدة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، أنّني أشوق إلى تقبيل أقدام شيخي من الظمآن للماء، ومن الساري لطلعة ذكاء، وليس تقبيل الأقدام، ممّا يدفع عن المشوق الأوام، وقد كانت الحال هذه وليس بيني وبينه حاجز إلا الجدار، إذ كان حفظه الله تعالى جار الدار، فكيف الآن بالغرام وهو حفظه الله تعالى بمصر وأنا بالشام،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015