الشريفة لأربابها، فكانت لديهم أكرم قادم، وأشرف منادم، وقد تداولها الأفاضل وشهدوا أنّها من بنات الأفكار، التي لم يكشف عنها لغير سيدي حجب الاستتار، وقد وجدنا كلاًّ منهم ملتهباً بجمرات الشوق، متجاوزاً حدّ الصبابة والتّوق ليس لهم شغل إلاّ ذكر أوصافكم الحميدة، وبثّ ما أبديتموه بدروسكم المفيدة، وما منهم إلا ويرجو بلّ الصدى ونقع الظما برؤية ذلك المحيّا، والتملّي بتلك الطلعة العليا. وإن سأل سيدي عن أخبار دمشق المحروسة، دامت ربوعها المأنوسة، فهي ولله الحمد منتظمة الأحوال، أمنها الله من الشرور والأهوال، ولم يتجدد من الأخبار ما نعلم به ذلكم الجناب، لا زال ملحوظاً بعين عناية ربّ الأرباب، وأنا أسأل الله تعالى أن يصون جوهر تلك الذات من عوارض الحدثان، وأن يحمي تلك الحضرة العلية من طوارق حكم الدوران:

آمين آمين لا أرضى بواحدةٍ ... حتى أضيف إليها ألف آمينا وهذا دعاء للبرية شامل - العبد الداعي، بجميع البواعث والدواعي، تاج الدين المحاسني، عفا الله تعالى عنه، انتهى.

وبالهامش ما صورته: وكاتب الأحرف العبد الداعي محمد المحاسني يقبّل يدكم الشريفة، ويخصكم بالسلام الوافر، ويبثّ لديكم الشوق المتكاثر، غير أنّه قد نازعته نفسه في ترك المعاتبة، لسيده الذي لم يسعد عبد منه بالكتابة، على أنها مكاتبة تحكم عقد العبوديّة، ولا تخرج رقبته من طوق الرّقّيّة، والمطلوب أن يخصّه سيده وشيخه بدعواته المستطابة، التي لا شكّ أنّها مستجابة، كما هو في سائر أوقاته، وحسبان ساعاته، ودمتم، وحرر في رابع جمادى الثانية سنة 1038، انتهى.

وكتب سيدي التاج المذكور لي ضمن رسالة من بعض الأصحاب ما وصورته:

يا فاضل العصر يا من ... للشّرق والغرب شرّف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015