وإنّي لمشتاقٌ إلى وجهك الذي ... تهلّله أهدى السناء إلى البدر

وأخلاقك الغر اللواتي كأنّها ... تساقط أنداء الغمام على الزّهر سيدي الذي عبوديتي إليه مصروفة، ودواعي محبّتي لديه موفورة وعليه موقوفة، علم الله سبحانه أنّني لا أزجيّي أوقاتي إلا بذكراه، ولا أرجّي اليمن من ساعاتي إلا باستنشاق نسيم ريّاه، وأنّني إلى طلعته أشوق من الصادي إلى ماء صدّاء (?) ، ومن كثير عزّة إلى نوء تيماء:

يرنّحني إليك الشوق حتّى ... أميل من اليمين إلى الشّمال

ويأخذني لذكراك اهتزازٌ ... كما نشط الأسير من العقال ولي على صدق هذه الدعوى من نباهة لبّه شاهد معدّل، ومن نزاهة قلبه مزكٍّ غير ملوم ولا معذّل، كيف لا ومطالع البيان مشرقها من أفلاك فهومه، وجواهر التبيان مقذفها من بحار علومه، وهو بحر العلم الذي لا يقتحم بسفن الأفكار، وجبل الحلم الذي رسخ بالهيبة والوقار:

لو اقتسمت أخلاقه الغر لم تجد ... معيباً ولا خلقاً من الناس عائبا وماذا عسى أصف به مولانا وقد عجز عن وصفه لسان كلّ واصف، وحر في بث فضائله أرباب المعارف والعوارف:

فلو نظمت الثّريّا ... والشّعريين قريضا

وكاهل الأرض ضرباً ... وشعب رضوى عروضا

وصفت للدّرّ ضدّاً ... وللهواء نقيضا ولكنّني أقول: الثناء منجح أنّى سلك، والسخيّ جوده بما ملك، وإن لم يكن خمر فخلّ، وإن لم يصبها وابل فطلّ. هذا، وقد أوصلنا مكاتيبكم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015