محلّ لأني يقوى في العزاء عزائمه، ويصغر في عينه نوائب الدهر وعظائمه، ويغنيه عن عظة تجد له مقالاً، وتحلّ عن عقله عقالاً، وهو يتلقّى المصائب، بفكر ثاقب، وفهم صائب، وصبر يقصر عنه الطّود الأشم، وعزم ينفلق دونه الصخر الأصم، وحلم يرجح إذا طاشت الأحلام، وقدمٍ تثبت إذا زلّت الأقدام، ومدّ المقال في ضرب الأمثال، إلى جنابكم الشريف نوعٌ من تجاوز حدّ الإجلال، وأنا أسأل الله تعالى أن يجعل هذه المصيبة خاتمة، ولا يريه بعدها إلاّ دولة قائمة ونعمة دائمة، وأن يحرسه من غير الليل والنّهار، ويجعله وارث الأعمار بجاه نبينا محمد المختار، صلى الله عليه وسلّم وعلى آله وصحبه الأطهار، بمنّه وكرمه.

ثمّ أبلغ سيدي - أطال الله عمره، وشرح صدره، ونشر بالخير ذكره - السلام التام، المقرون بألف تحيّة وإكرام، من أهل البلدة جميعاً، لا سيّما من مفتيها العمادي، حرس الله ذاته التي هي منهل للصادي والغادي، وأولاده الكرام، المستحقين للإعزاز والإكرام، ومن كبيرها، ومدبّرها ومشيرها، أحمد أفندي الشاهيني، أعزّه الله تعالى بعزّه، وجعله تحت كنفه وحرزه، ومن خطيبها مولانا الشيخ أحمد البهنسي، ونقيب أشرافها مولانا السيد كما الدين، وجميع المحبّين الداعين لذلكم الجناب، والمتمسّكين بتراب تلكم الأعتاب، ومن والوالد والعم، والله يا سيّدي إنّه ناشرٌ لواء الثّناء والمحامد، وداعٍ لذلك الجناب الكاسب للمفاخر والمحامد، وحضرة شيخنا شيخ الإسلام وبركة الشام، مولانا وسيّدنا الشيخ عمر القاري، أبقى الله تعالى وجوده، وضاعف علينا إحسانه وجوده، وأولاده يسلّمون عليكم السلام الوافر، وينهون لكم الشوق المتكاثر، وحرّر في 2 جمادى الثانية سنة 1038، المحبّ الداعي يحيى المحاسني، انتهى.

وكتب إليّ عمّه الفاضل الأسمى ما صورته: باسمه سبحانه وتعالى:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015