لا يمحو مرور الأيام موضعها من صدري، وطلعت طوالع السرور وكانت آفلة، واهتزت غصون الفرح وكانت ذابلة، ولا سيّما لما تضمّن من البشارة السّارة بصحّة المولى وسلامته، وحلوله في منازل عزّه وكرامته، وموعده الكريم بعوده إلى دمشق الشام، سقاها صوب الغمام (?) ، مرّة ثانية، ويتم افتخارها على غيرها فلا تزال مفاخرة مباهية، نسأل الله تعالى أن يحقّق ذلك، وأن يسلك بسيدي أحسن المسالك، إنّه سبحانه وتعالى سامع الأصوات، ومجيب الدعوات، فإن عودكم يا سيّدي والله مرّة أخرى هو الحياة الشهية، والأمنية التي ترتجي النفس بلوغها قبل المنيّة، وما أنا من الله بآيس من أن يتيح سببا، يعيد المزار مقتربا، والشمل مجتمعا، وحبل البين منقطعا.
ثم ليعرض على مسامع سيدي الكريمة، لا زالت من كل سوء سليمة، أنّا أوصلنا مكاتيبكم كما أمرتم لأربابها، لا سيّما مكتوب شيخ الإسلام سيدي عبد الرحمن أفندي المفتي بالشام، ومكتوب المولى الأعظم، والهمام الأفخم، أحمد أفندي الشاهيني، أعزّه الله تعالى فإنّه وقع عنده الموقع العظيم، وحصل له به السرور المقيم، كما يدل على ذلك جوابه الكريم، المحفوف بالتعظيم والتكريم، غير أنّه قد ساءنا ما اتصل بمولانا من نفوذ قضاء الله تعالى الذي يعم، في البنت والأم، فجعل الله تعالى في عمر سيدي البركة، وكان له في السكون والحركة، وماذا عسى أن يذكر لجنابكم في أمر التعزية ويقرّر، ومنكم يستفاد مثله وعنكم (?) يحرّر، والأستاذ أدرى بصروف الدهر وتفنّنها، وأحوال الزمان وتلوّنها، وأعرف بأنالدنيا دار لها بسكانها مدار، وأن الحياة ثوب مستعار، ونعيم الدنيا وبؤسها ما لواحد منهما فيها قرار، وأن لكل طالع أفولاً، ولكل ناضر ذبولاً، ووراء كل ضياء ظلاماً، ولكل عروة من عرى الدنيا انفصاماً، فهو