بتّ أجني الشقيق من وجنتيه ... وأشمّ العبير من أنفاسه

واعتنقنا إذ لم نخف من رقيب ... وأمنّا الوشاة من حرّاسه

من رآني يظنّني لنحولي ... واصفراري علامة فوق راسه وله:

لي حبيبٌ بالنّحو أصبح مغرى ... فهو منّي بما أعانيه أدرى

قلت: ماذا تقول حين تنادي ... يا حبيبي المضاف نحوك جهرا

قال لي: يا غلام، أو يا غلامي ... قلت: لبّيك ثم لبّيك عشرا وله أيضاً:

ساءلتني عن لفظةٍ لغويّةٍ ... فأجبت مبتدئاً بغير تفكّر

خاطبتني متبسّماً فرأيتها ... من نظم ثغرك في صحاح الجوهري وله:

وعلمت أنّ من الحديد فؤاده ... لمّا انتضى من مقلتيه مهنّدا

آنست من وجدي بجانب خدّه ... ناراً ولكن ما وجدت بها هدى [رجع إلى الشيخ محيي الدين]

وقال الشيخ محيي الدين - أفاض الله تعالى علينا من أنواره، وكسانا بعض حلل وأسراره - إنّه بلغني في مكّة عن امرأة من أهل بغداد أنّها تكلمت فيّ بأمور عظيمة، فقلت: هذه قد جعلها الله تعالى سبباً لخير وصل إليّ فلأكافئنّها، وعقدت في نفسي أن أجعل جميع ما اعتمرت في رجب لها، ففعلت ذلك، فلمّا كان الموسم استدل علي رجل غريب، فسأله الجماعة عن قصده، فقال: رأيت بالينبع في الليلة التي بتّ فيها كأن آلافاً من الإبل أوقارها المسك والعنبر والجوهر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015