رأيت بخطّه إجازة بمصر لبعض المصريين في رجب سنة 604، وسمع بمصر شيئاً من الخلعيّات، قال ابن فرتون الفاسي في ذيل تاريخ الأندلس: روى بمالقة، ورحل إلى المشرق وحج، ولقي أبا الحسن علي بن المفضل المقدسي، وأخذ عنه كتاب تحقيق الجواب عمّن أجيز له ما فاته من الكتاب من تآليفه، ورجع إلى الأندلس، ثم نهض إلى مراكش فتوفّي في أقصى بلاد السّوس في حدود سنة 645، رحمه الله تعالى.
21 - ومنهم اليقّوري، وهو أبو عبد الله محمد بن إبراهيم مصنف كتاب إكمال الإكمال للقاضي عياض على صحيح مسلم، وكتبٍ على كتاب الشهاب القرافي في الأصول، وسمع الحديث، وقدم إلى مصر ومعه مصحف قرآن حمل بغل بعثه ملك المغرب ليوقف بمكة، ثم عاد بعد حجّه، ومات بمراكش سنة 707، وقد زرت قبره بها مراراً، قال الحافظ المقريزي: واليقّوري نسبة إلى يقّورة - بياء آخر الحروف مفتوحة، وقاف مشددة، وراء مهملة - بلد بالأندلس، انتهى.
22 - ومنهم أبو عبد الله الأنصاري، وهو محمد بن إبراهيم بن موسى ابن عبد السلام (?) ، ويعرف بابن شق الليل، من أهل طليطلة، سمع بمصر أبا الفرج الصوفي وأبا القاسم الطحان الحافظ وأبا محمد ابن النحاس وأبا القاسم ابن ميسرة وأبا الحسن ابن بشر وغيرهم، وسمع بطليطلة من جماعة، وحدّث عن جماعة من المحدثين كثيرة.
قال ابن بشكوال: وكان فقيهاًعالماً، وإماماً متكلّماً، حافظاً للفقه، والحديث، قائماً بهما متقناً لهما، إلا أنّ المعرفة بالحديث وأسماء رجاله والبصر