وشوور واستقضي بمرسية مدة طويلة، ثم صرف وسكن مراكش. قال ابن بشكوال: توفّي بمراكش في رجب سنة 636، وقال أبو جعفر ابن الزبير: إن له كتاب تفسير القرآن، وبيته بيت علم ودين.

19 - ومنهم أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن حيّون (?) ، من أهل وادي الحجارة، قال ابن الفرضي: سمع من ابن وضاح والخشني ونظرائهما بالأندلس، ورحل إلى المشرق، فتردد هنالك نحواً من خمس عشرة سنة، وسمع بصنعاء ومكة وبغداد ولقي جماعة من أصحاب الإمام أحمد بن حنبل: منهم عبد الله ابن أحمد، وسمع بمصر من الخفاف (?) النيسابوري وإبراهيم بن موسى وغيرهما، وبالمصيصة والقيروان، وكان إماماً في الحديث، عالماً، حافظاً للعلل (?) ، بصيراً بالطرق، ولم يكن بالأندلس قبله أبصر بالحديث منه، وهو ضابط متقن، حسن التوجيه للحديث، صدوق، ولم يذهب مذهب مالك. وممّن روى عنه ابن أيمن وقاسم بن أصبغ ووهب بن مسرة وأحمد بن سعيد بن حزم، وقال خالد بن سعيد (?) : لو كان الصدق إنساناً (?) لكان ابن حيّون. وكان يزنّ بالتشييع لشيء كان يظهر منه في حق معاوية، رضي الله تعالى عنه، وكان شاعراً، وتوفّي بقرطبة سنة 305، سامحه الله تعالى.

20 - ومنهم أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن غالب، المالقيّ (?) ، قال ابن نقطة: سمع بالإسكندرية من أبي الحسن ابن المقدسي، وكان فاضلاً،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015