العاشرة: التدليس.
قال الحاكم: التدليس ستة أجناس.
الأول: الثقات المدلسون، فيروون عن الثقات، وغرضهم الدعوة إلى الله -تعالى- كما كان سفيان يروي عن جابر، وإنما روايته عن جابر من كتاب سليمان اليشكري.
الثاني: قوم يقولون: قال فلان، وإذا نوقشوا وسئلوا: هل سمعته من فلان؟ قال: لا، ولكن أخرج إلي كتابًا، فدفعه إلي.
الثالث: من المدلسين قوم يحدثون عن قوم مجهولين، كما حدثنا إسحاق قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا علي، قال: حدثني حسين الأشقر، قال: حدثني شعيب عن أبي بكر بن عبد الرحمن، قال: بت عند علي ... فذكر كلامًا.
قال ابن المديني: فحدثني حسين، فقلت له: ممن سمعته؟ قال: حدثني به شعيب عن أبي عبد الله عن أبي بكر بن عبد الرحمن، فقلت لأبي عبد الله: من حدثك به؟ فقال: أبو عبد الله الجصاص. قلت: عمن؟ قال: عن حماد القصار، فلقيت حمادًا، فقلت: من حدثك بهذا؟ فقال: بلغني عن فرقد السبخي فدلس عن ثلاثة.
والحديث بعد منقطع.
وأبو عبد الله الجصاص مجهول، وكذلك حماد القصار، والذي بلغه مجهول [عن فرقد وفرقد لم يدرك نوفا ولا رآه].