ويصدق عليه أنه من فعله عادة ولغة، كما قال تعالى:} إنما تجزون ما كنتم تعملون {[الطور:16] إلى غير ذلك من النصوص.
قوله: (الوسط): اسم لما يكون متوسطًا بين شيئين):
قلنا: لا نسلم، بل ذل اسمه متوسط.
أما الوسط فاسم لما ذكرناه.
قوله: (جعلهم عدولا عند أداء الشهادة، وذلك في يوم القيامة، وذلك مما لا نزاع فيه):
قلنا: لا نسلم أن الإنسان إذا كان في الدنيا ليس بعدل يصدق عليه في الآخرة أنه عدل، بل لا يكون يوم القيامة الفاسق إلا فاسقًا، كما أنه لا يكون الكافر إلا كافرًا.
غير أن ذلك باعتبار ما مضى، كما قال الله تعالى:} إنه من يأت ربه مجرمًا {[طه:74]، فجعله يوم القيامة مجرمًا.
وهذه الآية سبقت مساق المدح، فلا يحسن فيها ما يحصل في يوم القيامة من عدم المخالفات؛ لعدم القدرة عليها حينئذ.
قوله: (الأمة معصومة يوم القيامة):
قلنا: لا نسلم؛ لأن العصمة إنما تكون في إمكان المعصية، والنهي عنها، وكلاهما متعذر يوم القيامة، فلا عصمة كما لا يصدق على المجنون والصبي أنهما معصومان، وكذلك العاجز، لعدم القدرة تارة، ولعدم النهي أخرى.
قوله: (الخطاب مع الموجودين عند الخطاب):
تقريره: أن صيغة (كنتم) تقتضي وقوع ذلك بالفعل، فيكون من باب الحكم بالمشتق، لا أنه متعلق الحكم، فلا يصدق إلا على الموجود زمن الخطاب.