نظم العقيان فِي أَعْيَان الْأَعْيَان
وَإِنِّي رَاض عَنهُ فِي كل حَالَة ... وَإِنِّي من الْمَقْدُور لَا أتقلق
وَإِن كنت ذَا دنيا وقادت مذلة ... إِلَيّ لكَانَتْ بِالثلَاثِ تطلق
وَلست بِحَمْد الله ذَا طمع بِهِ ... إِلَيّ نيل جدوى منعم أتسلق
وَلَا خابطا فِي ظلمَة من ضَلَالَة ... وَنور الْهدى لي ظَاهر يتألق
نظرت إِلَى الدُّنْيَا ونعمة آلها ... فَمَا هِيَ إِلَّا كالشعور تحلق
وشاهدت هامات لَهُم بسيوفها ... وَقد أَصبَحت مسلولةً تتفلق
وَقد فتحت أَبْوَاب شهوتها وَلَو ... أمدتهم الألطاف كَانَت تغلق
وَكم بت مَسْرُورا لعمري بِتَرْكِهَا ... وَبَات على النَّار الَّذِي يتحلق
وَقَالَ فِي مليح ساعٍ:
لله أفدي ساعياً ... جماله سبى الورى
لَا بُد لي من وَصله ... وَلَو جرى مهما جرى
وَقَالَ:
أَتَى عَليّ تسعون ... بِلَا شكّ وَلَا ريب
وَمَا أعرف مَا يكْتب ... لي من بعد فِي الْغَيْب
ذكرت شَبَابِي الْمَاضِي ... لما صرت ذَا شيب
فيا الله جد بالستر ... لي يَا سَاتِر الْعَيْب
وبالعفو الَّذِي أرجوه يَا ... ذَا الْجُود والسيب
وَمهما عِشْت فَاجْعَلْنِي ... إلهي نَاصح الجيب
وَإِن لم تعف عَن زللي ... وآثامي فيا ريبي