(انظر: صفة القوة) .
أمّا الإرادة: فأصل الكلمة: رود (بفتحتين) بمعنى المشيئة والطّلب والاختيار. والرّود: المهلة في الشيء. وقالوا: رويدا أي مهلا.
والإرادة في الأصل: قوّة مركّبة من شهوة وحاجة وأمل، وجعل اسما لنزوع النّفس إلى الشّيء مع الحكم فيه بأنّه يفعل أو لا يفعل، وقد يستعمل مرّة في المبدإ، وهو نزوع النّفس إلى الشّيء، وتارة في المنتهى، وهو الحكم فيه بأنّه ينبغي أن يفعل أو لا يفعل. وقد تكون بحسب القوّة التّسخيريّة والحسّيّة، وقد تكون بمعنى القوّة الاختياريّة، والإرادة قد تكون محبّة وغير محبّة (?) .
قال الجرجانيّ: الإرادة: صفة توجب للحيّ حالا يقع منه الفعل على وجه دون وجه، ولا تتعلّق إلا بمعدوم فإنّها صفة تخصّص أمرا بحصوله ووجوده. وقيل: الإرادة: ميل يعقب اعتقاد النّفع (?) .
لم تذكر كتب المصطلحات تعريفا محدّدا لهذا التّركيب الإضافيّ (قوّة الإرادة) ، بيد أنّه يمكن من خلال تعريف كلّ من عنصري التّركيب (القوّة
الآيات/ الأحاديث/ الآثار/
3/ 6 والإرادة) أن نستنبط تعريفا يجمع طرفيه فنقول:
تهيّؤ القلب والعقل بشدّة وعزم لإحداث الفعل أو عدم إحداثه.
يقول الميدانيّ: للإرادة مستويات ثلاثة (?) :
1- مستوى أدنى، وهو الّذي يراد من لفظ الإرادة عند الإطلاق.
2- مستوى أوسط، وقد استعمل في الدّلالة عليه (أيضا) لفظ العقل.
3- مستوى أعلى، ويمثّل الإرادة القويّة الحازمة الجازمة الّتي تواجه العقبات بالثّبات والصّمود، وهذا من شأنه أن ينهض بالإنسان إلى معالي الأمور ويوصّله إلى مراتب الصّابرين المحسنين الّمجاهدين وأن يجعله في تنفيذ ما يريد من أهل العزم (?) .
ولقوّة الإرادة أو العزم درجات أيضا إذ يتفاوت اولو العزم فيما بينهم، وقد يصل ذلك في درجاته العليا إلى تنفيذ المراد حتّى ولو اقترن به أشدّ الصّعوبات وأعظم الآلام (?) .
إنّ قوّة الإرادة تحتلّ المرتبة العليا في سلّم مستويات توجّه النّفس إلى الإعمال الإراديّة ويسبقها درجات خمس هي: