1- توجّه النّفس نحو الشّيء المراد.
2- الرّغبة في حصول هذا الشّيء. 3- الهمّ بالتّنفيذ.
4- الإرادة الجازمة. 5- تعقّل الشّيء المراد.
6- العزم أو الإرادة القويّة (?) .
تشكّل الإرادة القويّة عنصرا مهمّا من عناصر الإلزام الخلقيّ، ذلك أنّها تعبّر عن بواعث نفسيّة هي الحبّ أو البغض، وعلى أساس هذين الأمرين تكون خلقيّة السّلوك قولا كان أو فعلا، وتمتدّ جذور هذه الإرادة في أعماق النّفس، ومن هنا يكون «فعل المأمور به صادرا عن هذه القوّة الإراديّة» ، ولا يقف الأمر بالإرادة عند هذا الّذي تتّسم فيه بالعمق والقوّة والثّبات في مجالي الفعل والتّرك، وإنّما تتقدّم خطوة أخرى لتعبّر عن مزيد من العمق والصّلابة حينما تتّخذ لها مجالا يتمثّل في الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، وبذا يصبح الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر صادرا عن المحبّة والإرادة.
وهذا يؤكّد حتميّة الصّدق النّفسيّ والقناعة التّامّة في مجال الإرادة حتّى تتأكّد خلقيّة الفعل (?) .
لقد توعّد الشّيطان بني آدم بالإغواء وبأن يترصّدهم عن الإيمان والطّاعة، وقد أقسم بعزّة الله تعالى أن يغويهم جميعا إلّا المخلصين، وذلك قول الله تعالى: قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (ص/ 82- 83) . وقد ردّ عليه المولى- عزّ وجلّ- فقال: إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ (الحجر/ 42) .
ولكي يحقّق الشّيطان هذه الغاية وضع خطّة محكمة للإغواء كشفت عنها الآيات الكريمة قالَ فَبِما أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ* ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ (الأعراف/ 16- 17) .
نحن إذن في صراع مع عدوّ لدود له أعوان من الإنس والجنّ، وإذا كانت له خطّة محكمة للإيقاع بنا فعلينا أن نعدّ له العدّة كي نكون من المخلصين الّذين ينتصرون عليه بقوّة إيمانهم، وأوّل خطوات هذه الخطّة أن نتسلّح بإرادة قويّة وعزم إيمانيّ لا يلين، ويصحب ذلك التزام صارم بأوامر الله- عزّ وجلّ- والابتعاد عن نواهيه حتّى نستحقّ أن نكون من عباد الله المخلصين، وأعمّ عناصر هذه العبوديّة بعد الإيمان، التّقوى واليقين ونهي النّفس عن الهوى، أمّا الغاية أو الهدف النّهائيّ من هذا الصّراع الأبديّ فهو الجنّة وما فيها من رضوان الله تعالى.
يستطيع ضعيف الإرادة أن يقوّيها بوسائل عديدة أهمّها:
1- تقوية عناصر الإيمان بالله، وبصفاته العظيمة، وبقضائه وقدره، وبحكمته العالية، وتقوية ما يقتضيه الإيمان من الثّقة بالله، وصدق التّوكّل عليه، وحسن الظّنّ به، فتقوية هذه العناصر تعتبر من الوسائل الجذريّة لاكتساب فضيلة قوّة الإرادة، فضعف الإرادة من عدم الثّقة بالنّفس. والثّقة بالله مع صدق التّوكّل عليه وحسن الظّنّ به تمنح الإنسان ثقة بسداد ما بيّنه أمرا متوكّلا فيه على ربّه، وأملا بمعونة الله