الإسلامية على نحو سهل وميسر، في شكل منظومة مترابطة الحلقات، متكاملة الأهداف، تشكل مدخلا حقيقيّا لمواجهة هذا التحدي الحضاري والتغلب عليه بالوسائل المناسبة في عصر سرعة المعلومات، وهذا ما حاولناه بالفعل في هذه الموسوعة بأن أوجدنا الذخيرة العلمية للقاعدة المعلوماتية اللازمة لخوض هذا التحدي.
ثالثا: أن نعلم أن الدعوة إلى الله- عز وجل- بأسلوب عصري يتمشى مع مقتضيات العصر ومتطلباته من حيث السرعة والإمكانات، ليست بالأمر السهل أو اليسير إذ يتطلب ذلك أن يتبنى ذوو الهمم العالية وأولو العزم ما تجسده هذه الموسوعة من معان سامية، ويقوموا بدعمها بقوة، توازي- إن لم تفق- قوة الخطر الداهم الذي يحيط بالعالم الإسلامي والعالم أجمع من كل حدب وصوب، وهذا هو ما نرجوه ونتوقعه بإذن الله.
رابعا: إن خطر الحضارة المادية على القيم الإنسانية الرفيعة وفتنة شبهاتها وشهواتها أصبح يهدد كل طفل وفتاة، بل كل رجل وامرأة من خلال تسر بها عبر وسائل الإعلام المختلفة مثل قنوات الأقمار الصناعية والصحف والمجلات التي تغرس انحرافات، لا تتم مقاومتها إلا بتربية إسلامية أصيلة تقوم على التأسي بصاحب الخلق العظيم محمد صلّى الله عليه وسلّم، ولا يتسنى ذلك على نحو كامل وشامل إلا بعون الله- عز وجل- وتوكلنا عليه أولا، ثم من خلال طباعة هذه الموسوعة وتوزيعها ونقل معارفها بشتى الوسائل الإعلامية والتعليمية المختلفة ثانيا، بأن تكون هذه العلوم والمعارف في متناول كل مربّ في البيوت والمدارس والجامعات، وبيد كل داعية وخطيب وموجه، وفي مكتبة كل مدرسة ومسجد ومنزل، وبذلك يتحصن الجميع بمكارم أخلاق الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم ضد هذه الغزوة الشرسة ويصمدون أمام تلك الفتن الزائفة.
وأمام هذه التحديات التي أشرنا إليها والتي لابد أن نضعها نصب أعيننا، ولكي ننجح في التصدي لمخاطر الانحلال الثقافي والفكري من ناحية، ونقوم بواجب الدعوة إلى الله تعالى من ناحية أخرى، فإننا نوصي بما يلي:- أولا: نأمل إن شاء الله أن تدخل قيم أخلاق التربية الإسلامية ضمن مناهج التعليم التخصصي في كليات الدعوة والشريعة وأصول الدين ومعاهد إعداد الدعاة ونحوها من الكليات والمعاهد التي تهتم بأمر الدعوة الإسلامية، وإنشاء تخصص جديد باسم «مكارم الأخلاق النبوية» ضمن الإطار العام لتخصص «أصول التربية الإسلامية» الموجود بالفعل في بعض كليات التربية، بحيث تكون هذه الموسوعة حجر الزاوية في هذا التخصص، ولذلك مزايا عديدة أهمها:
أ- إتاحة الفرصة أمام المعلمين لاختيار موضوعات التربية الإسلامية التي يقومون بتدريسها بحيث تكون متكاملة ومترابطة.
ب- إتاحة الفرصة أمام الخطباء لكي تكون خطبهم متناسقة ومتتابعة على نحو منظم يستغرق شهورا وربما سنوات، على نحو متدرج يكفل الانتقال السلس من صفة لأخرى، مما يجعل خطب يوم الجمعة تتصف بالموضوعية