والإقناع لوجود علاقة وربط بين خطبة هذا الأسبوع مع الأسبوع الذي سبقه والذي سيليه. وبذلك يمكن إحياء رسالة المسجد، ورفع مستوى أداء الخطب التي ستأتي مركزة ومترابطة ومعتمدة على المعلومات الموثقة الصحيحة.

ثانيا: نأمل إن شاء الله تعالى أن تدخل موضوعات الموسوعة ضمن برامج الجامعات والكليات ذات التخصصات المختلفة ومراعاة أهمية تدريس هذه القيم فيها لأن هؤلاء المتعلمين في مختلف التخصصات سيكونون غدا إن شاء الله مدرسين ومسئولين عن نقل هذه المعارف القيمة للجيل الذي سيليهم وبالتالي لابد لهم من أن يحصلوا على هذه العلوم ويحرصوا عليها.

وحبذا لو خصصت المدارس الثانوية دورات في مادة اختيارية تحمل مسمى «الأخلاق الإسلامية» يلتحق بها الطلاب الراغبون في زيادة ثروتهم في مجال الأخلاق، ويتسلحون بها في مواجهة التيارات الهدّامة التي تهب عليهم من كل جانب.

ثالثا: كما نأمل أن تدخل موضوعات الموسوعة ضمن النشاط الثقافي في المدارس وذلك بإجراء مسابقات حول موضوعاتها من ناحية، وتخصيص أسابيع للثقافة الإسلامية يختص كل منها بإحدى مكارم أخلاق الرسول صلّى الله عليه وسلّم كأن يخصص أسبوع للصدق وآخر للأمانة، وثالث للاستقامة، ورابع لمكافحة الغش ... وهكذا.

رابعا: نأمل بعون الله تعالى أن تفتح معاهد تدريب تعقد فيها دورات يلتحق بها من أراد من عامة الناس دون قيد أو شرط، أي بغض النظر عن المؤهل العلمي، أسوة بالدورات التدريبية الأخرى التي تنهض بها معاهد الإدارة، أو معاهد تدريس الحاسب الآلي، وذلك انطلاقا من أن ما يتعلق بمكارم أخلاق الرسول صلّى الله عليه وسلّم هو في حقيقة الأمر دورة في علوم ومعارف الحياة الإنسانية بأرقى معانيها، ومما يدعم هذا المطلب ويقويه أنه لا توجد حتى الآن قنوات لتغذية المطالب المتزايدة. في ظل الصحوة الإسلامية الحالية. بالمعلومات الصحيحة عن الإسلام، اللهم إلا في الكليات أو المعاهد المتخصصة التي لا يمكن الالتحاق بها إلا وفقا لشروط لا تتيسر سوى لأعداد محدودة من الراغبين في التزود بمثل هذه المعلومات.

إن إعطاء هذه المعلومات الصحيحة عن القيم الإسلامية وأخلاق المسلمين كما جاءت في القرآن الكريم والسنة المطهرة لعامة الناس وفقا لمنهج علمي متكامل أصبح مطلبا ملحّا في عالم اليوم، ولا بد أن تنهض به معاهد تنتشر في كل أرجاء العالم ويلتحق بها كل الراغبين.

وينبغي أن نشدد القول على أن نقطة الضعف المهمة جدّا والتي يجب الانتباه إليها هي أنه في غياب تنظيم عملية تلقي المعلومات في ظل الصحوة الإسلامية العالمية الكبيرة سيظل الباب مفتوحا على مصراعيه لتقديم معلومات مغلوطة ومشوشة بدون منهج علمي محدد أو مرشد يعتمد عليه أو معين يوثق فيه.

إن أساس النجاح في أي عمل هو التخطيط والتنظيم وحسن السيطرة والتوجيه والإدارة، فإذا ما توافرت هذه الأمور في إنشاء تلك المعاهد وأعد لها الإعداد الجيد باستخدام هذه الموسوعة قاعدة لمنهج المعلومات فإن ثمرتها ستعم أرجاء المعمورة كلها بإذن الله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015