وأورد الخطيب في هذا الباب أثر ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال: (إنما يحفظ الرجل على قدر نيته) (?) .
وقال معمر بن راشد (ت 154هـ) : "كان يقال: إن الرجل ليطلب العلم لغير الله فيأبى عليه العلم، حتى يكون لله عز وجل" (?) .
قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: "إني لأحسب الرجل ينسى العلم، بالخطيئة يعلمها" (?) .
وقال رجل للإمام مالك: "يا أبا عبد الله، هل يصلح لهذا الحفظ شيء؟ قال: إن كان يصلح له شيء، فترك المعاصي" (?) .
وفي الأبيات المشهورة:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي ... فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال بأن حفظ العلم نور ... ونور الله لا يؤتاه عاصي
قال سفيان الثوري: (العلم يهتف بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل) (?) .
وقال جماعة من السلف، منهم الشعبي ووكيع: (كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به) (?) .
والسبب الذي من أجله كان العلم بالحديث مثبتا الحفظ، يظهر جلياً في أن العمل بالحديث يجعل معاني الحديث واقعاً عملياً، والمحسوسات أثبت في الذهن من المعنويات.