وآل الأمر به إلى أن لم يبق من ينصره ولا من يعينه على القيام بطلب الثأر، ففر إلى اليمن، وجاور جنباً من قبائل اليمن وليست لهم نباهة، فخطبوا بنته فزوجها فيهم، وقال:
أنكحها فقدها الأراقم في ... جنب، وكان الحباء من أدم
لو بأبانين جاء خاطبها ... ضرج ما أنف خاطب بدم
ولما ضعف وأسن خرج في بعض أسفاره مع عبدين له، وكان يكلفهما ما تقتضيه همته مما يشق عليهما، فعزما على قتله. فلما أحس ذلك منهما قال: أوصيكما أن ترويا عني بيت شعر، وهو:
من مبلغ الحيين أن مهلهلا ... لله دركما ودر أبيكما