قال: ثم نظرت إلى اللوح الذي على السرير الخالي، فإذا فيه مكتوب: أنا الحارث بن مضاض، عشت أربعمائة عام، وجلت في الأرض مائة عام مغترباً بعد هلاك قومي جرهم، وتحته شعر. قال: ثم قال لي: أعطني القارورة التي في تلك الكوة، فأعطيته إياها، فشرب بعضاً ثم انطلى ببعضها على جسده، ثم قال لي: إذا أنت أتيت إخوتك فقالوا لك: من أين هذا المال؟ فقل لهم: إن الشيخ الذي حملته هو الحارث بن مضاض الجرهمي؛ فهم يكذبونك، فقل لهم: آية ذلك أن تعمدوا إلى الحجر المدفون بجوار زمزم، فتجدوا فيه مقام إبراهيم، وتجدوا في الحجر الآخر شعر الحارث بن مضاض الذي بكى به أهله وملكه ووطنه:

كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015