فلما بلغ إلى مكان يقال له: الموت، بكى وقال شعراً أوله:

أموت فقيداً والعيون كثيرة ... ولكنها جهلا علي جوامد

ثم حدثه بأحاديث طوال إلى أن قال له:

شكرت مسارعاً خير الأيادي ... لخير الناس كلهم إياد

ثم حفر الأرض حتى بلغ إلى صخرة فقلعها، ودخل في سرب وإياد معه، فإذا بحيات تصفر عن اليمين والشمال، حتى أفضيا إلى دار تحت الأرض! قال إياد: فعجبت من ضيائها من أين يكون، ثم أدخلني إلى بيت قبلي لجهة مكة، وإذا فيه أربعة أسرة: ثلاثة عليها ثلاثة رجال، وواحد ليس عليه شيء؛ وفي وسط البيت كرسي من در وياقوت ولجين وعقيان، فقال لي: خذ وقر جملك ليس لك غيره، قال: ثم قال لي: أتدري من هؤلاء الموتى؟ فقلت: لا؛ قال: هذا مضاض أبي، وهذا عبد المسيح أبوه، وهذا نفيلة أبوه. وكان على رأس كل واحد منهم ما تقدم ذكره من النظم والنثر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015