وما كعب بن مامة وابن سعدي ... بأجود منك يا عمر الجوادا

ومن واجب الأدب: كان سيد قومه، ونشر الله عقبه، فمنهم بنو لأم الذين هم الآن مشهورون في بلاد طيء، وإن كان فيهم من أولاد حارثة بن لأم من خرج عن عقبة، فإنهم قليل والأغلب ولده.

وكان بينه وبين حاتم على الاشتراك في الرياسة والمنافسة ألطف ما يكون بين اثنين، فتحدث في ذلك جلساء النعمان بن المنذر، وأظهروا التعجب منه. فقال النعمان: والله لأفسدن بينهما! قالوا: لا تقدر على ذلك؛ قال: قلما جرت الرجال في شيء إلا بلغته.

فدخل عليه أوس، فقال: يا أوس، ما الذي يقول حاتم؟ قال: وما يقول؟ قال: يزعم أنه أفضل منك وأشرف. قال: صدق أبيت اللعن، لو كنت أنا وأهلي وولدي لأنهبنا حاتم في مجلس واحد! ثم خرج وهو يقول:

يقول لي النعمان لا من نصيحة ... أرى حاتماً في فعله متطاولا

له فوقنا باع كما قال حاتم ... وما النصح فيما بيننا كان حاولا

ثم دخل حاتم على النعمان، فقال له مثل ذلك، فقال: صدق، وأين أقع منه، وله عشرة ذكور [أخسهم] أفضل مني؟ ثم خرج، وهو يقول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015