أرضك من أرضنا، وهي مع ذلك قليلة الخير! وأمر له بعشرة آلاف درهم وخلعة. فلما قبضها خرج وجعل ينثر الدراهم، فنهبتها العبيد والصبيان.
وبلغ ذلك كسرة، فقال: إن لهذا الرجل شأنا، وأمر أن يلام على ذلك. فقال: إن جبال أرضي ذهب وفضة، وإنما رغبت في إزالة الظلم، ورفع الذل الذي لا يقدر عليه إلا الملك. فاستشار أنوشروان ثقاته في ذلك، فأشير عليه أن يبعث معه رجالا كانوا في سجونه، فإن نصروا كان الاسم للفرس من غير مرزئة، وإن هلكوا استرحنا منهم. وكانوا ثمانمائة، فغرق مائتان في البحر، وسلم ستمائة.
وكان المقدم على الفرس وهرز، فقرن سيف بن ذي يزن رجله مع رجله، وتحالفا. وعندما نشبت المعركة قتل الحبشة أبنا لوهرز فزاد حنقه، وأقبل مسروق بن أبرهة وهو على فيل، وبين عينية ياقوتة حمراء، ثم تحول عنه إلى بغلة، فقال: انتقل إلى بنت الحمار! ذلك ملكهم! ثم ضربه بنشابة خرجت من قفاه، وهلك، وانقرضت مدة الحبشة. وقد اختلف فيها، والأكثر يقولون: إنها اثنتان وسبعون سنة.
قال صاحب تواريخ الأمم: "كان قدوم سيف بن ذي يزن مع وهرز إلى اليمن وللنبي صلى الله عليه وسلم ثلاثون سنة. وأقام ملك اليمن ولكنه تحت طاعة أنوشروان ومعترف له".