قال ابن قتيبة: "وقعت الاكلة في صدر أبرهة، فحمل إلى اليمن، فهلك بها؛ وفي ذلك العصر كان مولد النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ملك بعد أبرهة ابنه يكسوم، فساءت سيرته وسيرة الحبشة باليمن، وركبوا في أهلها العظائم".
ثم مات، وولي بعده أخوه مسروق بن أبرهة.
واجتمعت حمير في السر إلى سيف بن ذي يزن بن مالك بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن واثل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن يمن بن الهميسع بن حمير، وشكت له ذهاب ملكها بالعبيد، وتكمهم في حرمهم وأموالهم [فامتعض] لذلك. وتجهز في طلب الثأر إلى قيصر ملك الروم، فاعتذر له بأن الحبشة قائلة بالنصرانية، ولا يسوغ له أن ينصره على أهل ملته.
فقدم الحيرة على النعمان بن المنذر، وشكا إليه ذل العرب مع الحبشة، فقال له: إن لي على كسرى وفاده كل عام، فأقم عندي إلى حين وفادتي. فأقام معه حتى وفدوا على كسرى أنوشروان، فدخلا عليه، [وتكلم] النعمان فيما شكا إليه سيف، فاستنطقه عن ذلك، فقال له فيما تكلم به: أنت، أيها الملك، خير لنا منهم. ونحن طالبو ثأر لا ملك، والدماء لنا والأرض لك! فقال: بعدت