يقضي من محبوبه مراده. ومنهم من ساعده الزمان في المراد، حتى بلغه ما أراد. وذكر الأنطاكي ما سوى البشر، وما لقوا من العبر، وهو نوعان: أحدهما: الجنة، وما لقوا من المحنة، والثاني: من كلف وهو غير مكلف. وهذا الأخير خمسة أصناف: الثاني: الحيوان، وما وقع له من أمور العشق في اختلاف الأزمان، الثالث: ما جرى من القوة العاشقية والمعشوقية، بين الأنفس النباتية. الرابع: ما بث من الأسرار الملكية، بين الأجسام والأجرام الفلكية. ولكل واحد من تلك الأنواع تفصيل ذكره في "تزيين الأسواق" لا أطول بذكرها بطون الأوراق. وستأتي الإشارة إلى عشق ما سوى الإنسان في آخر هذا الكتاب. وحاصل القضية، وجود العشق والمحبة في كل جزء من أجزاء الكائنات، بتقدير العزيز العليم على قدر اللياقة، وزهاء الطاقة، والحسن منهما ما حسنه الشرع، والقبيح منهما ما قبحه الشرع، وبالله التوفيق.
قال تعالى: (إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكاراً عربا أتراباً لأصحاب اليمين) [الواقعة: 35-38] . العرب: جمع عروب، وهي: المتحببة إلى زوجها، الحسنة