التائب، ولطيف يؤوب إليه الآيب، قائلا ما قال الأنطاكي، في لوعة الشاكي ودمعة الباكي:
كتبت وقد أيقنت أن جوارحي ... ستبلى ويبقى كل ما أنا عامله
فإن كان خيرا سوف أحمد غبه ... وإن كان شرا أوبقتني غوائله
فاستغفر الله العظيم من الذي ... كتبت ومما قلت أو أنا قائله
فيا رب بالهادي النبي محمد ... نبي على كل الورى فاض نائله
وبالآل والأصحاب ترحم عاجزا ... كليلا من الذنب الذي هو حامله
أتى تائبا من غفلة اللهو قائلا ... صحا القلب عن سلمى وأقصر باطله
ولم لا وجل العمر قد فات وانقضى ... وعري أفراس الصبا ورواحله
تفضل عليه وارحم الآن ذله ... وتختم بخير كل ما هو فاعله
فالحمد لله على إتمامه، والشكر له على جزيل إنعامه، وعلى خاصته من خلقه محمد أفضل صلاته وسلامه وعلى آله الغالبين بإتمامك الحجج على الأعادي، وأصحابه المتمين لأنوار الهدى في الدآدي، ما عد التسابيح للرحمن، بسبحة الياقوت والمرجان.