وكان «1» عند المقتدر ووزرائه، بصورة الناسك الزاهد، من ذلك ما حدّثني به أبو الحسن أحمد بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول، قال: حدّثني أبو علي أحمد بن جعفر بن إبراهيم الحصيني [75 ط] الأنباريّ الكاتب، قال:
مات واثق «2» مولى المعتضد، فأوصى أن يصلّي عليه أبو الحسن عليّ بن عيسى «3» ، فحضر الحقّ «4» وجوه الدولة، من القوّاد، والكتّاب، والأشراف، والقضاة، وغيرهم.
فكان فيمن حضر، القاضيان أبو جعفر «5» ، وأبو عمر «6» ، وكنت حاضرا.
قال: فوضعت الجنازة، وقيل [لأبي الحسن] «7» عليّ بن عيسى تقدّم، فجاء ليتقدّم، فوقعت عينه على أبي جعفر، فجذبه، وقدّمه، وتأخّر هو.