عن الشرك لأن بعض القائلين به خالف فيها وتأخر الشرط عما قيل: إنه منطوق بالإشارة لأن الغاية قد قال بها من أنكر الشرط كالقاضي منا ومناسبة السوم من حيث أن الموجب نعمة الملك وهي مع السوم أتم منها مع العلف فيما ذلك مطلق الصفة غير المناسبة نحو (في الغنم العفر زكاة) وقولنا: فمطلق الصفة مجاز من إطلاق اسم المطلق على المقيد لأن لفظ مطلق الصفة اسم لمفهوم الصفة الشامل للمناسبة وغير المناسبة وقد أريد به غير المناسبة فقط فيلي العدد ما ذكر لإنكار قوم له دونها فيليه التقديم لإفادته الاخصتاص عند البيانيين، وفائدة التفوات في القوة تقديم الأقوى عند التعارض قوله وهو حجة على النهج الجلي يعني أن مفهوم المخالفة حجة على المذهب المشهور وهو مذهب مالك وأصحابه وخالف في مفهوم الشرط القاضي منا وأنكر أبو حنيفة كل مفاهيم المخالفة وإن قال في السكوت بخلاف حكم المنطوق فلأمر آخر وأنكرها قوم في الخبر دون الإنشاء وأنكرها السبكي في غير الشرع وأنكر أمام الحرمين صفة لا تناسب، وقوم العدد دون غيره إما مفهوم الموافقة فمعمول به اتفاقًا عند بعضهم وذكر فيه أمام الحرمين عن قوم الفرق بين المقطوع به والمظنون.
فصل
من لطف ربنا بنا تعالى ... توسيعه في نطقنا المجالا
يعني: إن من لطف الله تعالى بالناس توسيعه المجال لهم في التكلم بحديث الموضوعات اللغوية ليعبر كل واحد عما في نفسه مما يحتاج إليه في معاشه ومعاده لغيره حتى يعاونه عليه لعدم استقلاله به واللطف لغة الرأفة والرفق وهو في حقه تعالى بمعنى غاية إيصال الإحسان بناء على أنه صفة فعل ويعبر عنه بإرادة هذا الإيصال بناء على أنه صفة ذات.
وما من الألفاظ للمعنى وضع ... قل لغة بالنقل يدري من سمع
يعني: أن اللغة هي الألفاظ الموضوعات للمعاني سواء كان اللفظ مفردًا أو مركبًا على ما اختاره تاج الدين السبكي من وضع المركبات بالنوع والمراد بالمعنى ما عني باللفظ لفظًا كان أو معنى كما سيأتي