تبيعوا الطعام بالطعام) وحجة القائل به إنه لا فائدة في ذكره إلا نفي الحكم المسكوت عنه كالصفة. وأجيب بأن فائدته استقامة الكلام إذ بإسقاطه يختل بخلاف الصفة وقد أخذ بعضهم من احتجاج مالك عن الأضحية لا تجزئ بالليل بقوله تعالى ((ويذكروا اسم الله في أيام معلومات)) القول بمفهوم اللقب، وجعله ابن رشد مفهوم الزمان ومن لم يقل باللقب لم يقل بمفهوميته فلا يعد من المفاهيم. (أعلاه لا يرشد إلا العلما).
يعني أن أعلا أي أقوى مفاهيم المخالفة في الحجة مفهوم لا يرشد الناس إلا العلماء ونحوه من كل كلام يشتمل على نفي واستثناء منطوقه نفي الإرشاد عن غيرهم ومفهومه إثباته لهم عكس ما لا هل البيان وإنما كان أقوى لأنه قيل: إنه منطوق بالصراحة والوضع لسرعة تبادر الإثبات منه إلى الأذهان ورجحه القرافي، والصواب عندي في المسألة كون الإثبات منطوقًا كالنفي وعلى مذهب أهل البيان كيف يقال في لا إله إلا الله إن دلالتها على إثبات الألوهية لله بالمفهوم؟ وقال زكرياء: لا بعد فيه لأن القصد أولا وبالذات رد ما خالفنا فيه المشركون لا إثبات ما وافقونا عليه فكان المناسب للأول المنطوق وللثاني المفهوم. (فما لمنطوق بضعف انتمى).
ما معطوف على قوله لا يرش إلا العلماء يعني أنه يلي النفي والاستثناء في القوة ما قيل إنه منطوق بالإشارة كمفهوم إنما والغاية بناء على أن المنطوق غير الصريح ليس من المفهوم وكذا قيل إنه منه لتبادره إلى الأذهان ومن القائلين أنه منطوق بالإشارة القاضي أبو بكر الباقلاني.
فالشرك فالوصف الذي يناسب ... فمطلق الوصف الذي يقارب
فعدد ثمت تقديم يلي ... وهو حجة على النهج الجلي
يعني: أن مفهوم الشرط هو الذي يلي في القوة ما ذكر قبله إذا لم يقل أحد إنه منطوق ومثله في ذلك فصل المبتدأ فيلي ذلك الوصف المناسب للحكم نحو (في الغنم السائمة زكاة) وإنما أخرت الصفة