للرحيل عن الوطن، واجتنبوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وتحلوا بعقود المكارم، وتخلوا عن انتهاك المحارم، وجدوا كي تنالوا جد المجتهدين، {وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}، واعقلوا بالشكر شوارد النعم، وصونوا أعراضكم ببذل النعم، واتخذوا الصبر على البلوى عدة وجنة، وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة:
أحسن بها من جنة عالية ... قطوفها للمجتني دانيه
آذان أهليها أولي العزم لا ... تسمع فيها أبداً لاغيه
وجوههم فيها - ويا حسنها - ... ناعمة مرضية راضيه
الحور والولدان من حولهم ... يسعون في روضاتها الزاهية
كم سرر للوفد مرفوعة ... فيها، وكم من أعين جاريه
مبثوثة فيها زرابيها ... موضوعة أكوابها الصافية
فاجتهدوا كي تدخلوها غداً ... يوم دخول الفرقة الناجية
إلام تهتمون في إدراك الغرض؟! وتذهبون جوهر نفوسكم في تحصيل العرض؟! وتستبدلون الضلالة بالهدى؟! وترتدون بما يوقعكم في الردى. وتسمحون بشركم وتبخلون بخيركم؟! وتسوفون بالعمل كأن منفعته لغيركم؟! ألا حسنوا الصفات، لتكريم الذات. وأكثروا من ذكر هاذم اللذات واستيقظوا من سنة الفترة واتقوا النار ولو بشق تمره، فأنى بكم