وما المال والأهلون إلا ودائع ... ولا بد يوما أن ترد الودائع
ويحك أتحسب أنك تترك سدى؟ أو أن الحقوق تبطل بطول المدى؟ كلا يا كليل الذهن، لتبعثن يوم تكون الجبال كالعهن، ولتحاسبن على الذرة والبرة إن الله لا يظلم مثقال ذرة:
تنبه أيها المغرور واسأل ... إلهك مرة من بعد مره
وقف بالباب معتذراً لتحظى ... من البر المهيمن بالمبره
ولا تركن إلى الدنيا ففيها ... من الأحزان ما يخفي المسره
ألا بعداً لها من دار قوم ... بها يرضون وهي لهم مضره
تعر من الذنوب، فعن قريب ... تحل من الممات بك المعره
وبالنزر إقتنع، فالحرص ذل ... وإياك الهوى وتوق شره
وحلو العيش لا تقربه واصبر ... وإن كانت حميا الصبر مره
يا أرباب الملابس الفاخرة، الدنيا خلقت لكم وأنتم خلقتم للآخرة. وما هذه الغفلة التي رانت على قلوبكم؟! ما هذا الطمع الذي ألحق بالعبيد أحراركم؟! آما آن لكم أن تنيبوا؟ وتصغوا إلى داعي الفلاح وتجيبوا؟ بلى والله آن، وظهر فجر الحق وبان، فاجنحوا إلى الطاعة، ولازموا أهل السنة والجماعة، واشتملوا على الخيرات قبل أن تمزقوا، {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ}، وأخلصوا في الأعمال، واقطعوا حبائل الآمال، وتزودوا