الله ما أحلى حلى أوقاتها ... وأملح الولدان في جناتها
والجو يجلى في ثياب دكن ... يستلب اللب بفرط الحسن
السحب قد تتابعت وفودها ... وانفرطت على الربا عقودها
وروضة الأنس يفوح طيبها ... وينثني في دوحها رطيبها
ونغمات الطير بالألحان ... تغني عن الجنوك والعيدان
أحسن بها يا سعد من أطيار ... تلوح كالأنجم للأبصار
تخالها إذا سجا جنح الغسق ... كأسطر خطت على وجه الملق
من وارد وصادر، وواضع ... وناهض، وطائر، وواقع
أبيض كالصبح إذ تبلجا ... وأسود محلولك يحكي الدجا
وأخضر مدبج اللباس ... وأزهر يزهو على النبراس
مختلفات في الحلى والشكل ... عن حصرها يعجز أهل الفضل
لكنها جليلها معروف ... وهو لدى أربابه موصوف
فهاكها بعد عشر أربع ... كعمر بدر التم حين يطلع
قد جمعت أوصاف كل طائر ... مبينات المجد والمآثر
فالتم يبدو في لباس يقق ... كأنه مركب من ورق
في الرأس منه نقطة تحكي السبج ... من الرماة نحوه تصبو المهج
والكي شيخ أبيض جلبابه ... معلق في عنقه جرابه
منقاره كحربة من أسل ... وظهره محدب كالجبل
وللإوز نغمة الأوتار ... إذا بدت تختال في المطار
فضية منقارها من عسجد ... يا سعد في حبي لها كن مسعدي