ومنحولاتهم المكذوبة، زراية وطعنا في الدين، أولئك المرجفون الخراصون لم تأخذهم شفقة ولا هوادة، ولم يراعوا إلا ولا ذمة فأفرخت على أيديهم الفرية، واستطار الخبر، وتنوقلت الروايات والتأويلات غير الكريمة التي تنطوي على غمز وعلى لمز خبيث لئيم.
كان على رأس المنافقين عبد الله بن ابي بن سلول (?) غضب الله عليه ولعنه، وكان مقصوده اللعين من هذا أن يشغل بال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويزيد من همومه فيلتفت عن مهمته الأصلية إلى قضايا فرعية، ومسائل جدلية جانبية، إلى جانب اللمز والطعن في طهارة أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق شيخ الصحابة.
ولم تكن الفرية موقوفة عند المنافقين وحدهم، وإلّا هان الأمر نسبيا، لكنها امتدت أيضا حتى تراوحت وتنوقلت عن بعض المقربين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، بل ومن أقرب الناس منه مثل حسان بن ثابت (?) شاعر النبي صلى الله عليه وسلم، ومسطح بن أثاثة (?) ، قريب أبي بكر وموضع حدبه وبره والطافه، وكذلك حمنة بنت جحش (?) ابنة عمة النبي صلى الله عليه وسلم، وأخت زوجته زينب بنت جحش.