إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق» (?) .
كان لهذه الكلمات أبلغ الأثر، فكانت تترسل على صدره مع نسمة الفجر المتبلج بردا وسلاما. وما إن استسلم لأمواج النوم الهادئ (?) حتى أسرعت قبل إسفار الشمس، وهي محجوبة في الأفق البعيد، سارعت بالاختلاف الى ابن عمها ورقة بن نوفل (?) ، وكان حكيما جاهليا اعتزل الأوثان قبل الإسلام، وكان عالما بالكتب السماوية، وكان شيخا ضريرا.
حدثته خديجة حديث محمد صلى الله عليه وسلم وما جرى له في غار حراء، وما إن فرغت من سردها للقصة حتى انتفض الشيخ على الرغم من وهنه وضعف قواه قائلا:
«قدوس ... قدوس، والذي نفس ورقة بيده، لئن كنت صدقتني يا خديجة، لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى وعيسى، وإنه لنبي هذه الأمة، فقولي له فليثبت» (?) .
وانطلقت إلى محمد صلى الله عليه وسلم لتبشره بما قال ابن عمها ورقة ابن نوفل.