الديار. قال: فرجع موسى. فلما سمعت حسّه قالت: موسى. قال: موسى. قالت:
وما ردّك؟ قال: أمرت أن أحمل عظام يوسف. قالت (?): وما كنتم لتعبروا إلاّ وأنا معكم. قال: فدلّيني على عظام يوسف. قالت: لا أفعل إلاّ أن تعطيني ما سألتك.
قال: فلك ما سألت. قالت: فخذ بيدي. فأخذ بيدها، فانتهت به إلى عمود على شاطئ النيل في أصله سكّة من حديد مؤتدة فيها سلسلة، وقالت: إنّا كنّا قد دفنّاه من ذلك الجانب فأخصب، وأجدب ذلك الجانب، فلما رأينا ذلك جمعنا عظامه فجعلناها في صندوق من حديد، وألقيناه في وسط النيل، فأخصب الجانبان جميعا. قال:
فحمل الصندوق على رقبته وأخذ بيدها وألحقها بالعسكر، وقال لها: سل (?) ما شئت. قالت: فإني أسأل أن أكون أنا وأنت في درجة واحدة في الجنّة، ويردّ الله عليّ بصري وشبابي حتى أكون شابّة كما كنت. قال: فلك ذلك» (?).
وأمّا موسى بن عمران فإنه ابن (?) عمران بن قاهث. وبالعبرانية: قوهث. واسم أمّه يوخافلظ (?).
وقاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه السلام.
فلما هلك فرعون بقوا دهرا طويلا بلا ملك، حتى اتفقوا أن أملكوا (?) عليهم امرأة يقال لها دلوكة بنت زبّاء، وهي امرأة كبيرة عمرها ماية وستّون سنة، وهي صاحبة الحائطين الذي (?) آثارهما بالصعيد من الشرق والغرب إلى الآن (?).
وكان سبب عمارتها للحائطين أنها كانت تخشى من الأعداء، فعملتها على مصر حصنا من الأعداء، من أسوان إلى البحر. وكانت قد عملت فيهما أبراجا، وعملت من البروج إلى البرج أجراسا، وعليها حرّاسا (?)، فمن أيّ جهة دهمها العدوّ حرّكوا (?) الأجراس الحرّاس، فتعلم به وهي في منف، فتركب في جيشها وتلاقيه.