القرآن، سلّط الله عليه وعلى من اتبّعه الغرق فغرق هو وأشراف مصر ووجوههم نيّف (?) عن ألفي ألف نفس، وتركوا مصر كما أخبر الله تعالى عنهم في الكتاب العزيز: {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ} [الدخان:25 - 28].

ونجّا (?) الله تعالى موسى عليه السلام والذين آمنوا معه، وكان عدّتهم ستماية ألف نفس (?).

فلما عزم موسى عليه السلام على المسير بهم نقل معه عظام يوسف عليه السلام، ودفنه في حبرون (?).

والسبب في ذلك ما روى سماك بن حرب، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل وهو قافل ومعه زيد بن حارثة، فمرّ ببيت شعر فرد وقد أمسى، فدنا من البيت فقال: «السلام عليكم». فردّ ربّ البيت السلام. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «ضيف». فقال: انزل. فبات في قرّى. فلما أصبح وأراد الرحيل، فقال له الشيخ: أصيبوا من بقية قراكم، فأصابوا.

فلما أراد الرحيل قال له النبيّ صلى الله عليه وسلم: «إذا سمعت بنبيّ قد ظهر من تهامة فأته، فإنّك تصب منه خيرا». وارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما ظفر النبي صلّى (الله) (?) عليه وسلم جاء الشيخ على راحلته حتى أناخ بباب المسجد ودخل يتصفّح وجوه الرجال. فقالوا له: ها ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (?). قال: والله ما أدري، إلاّ أنه نزل بي رجل فأكرمت قراه. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وإنّك لفلان»؟ فقال: نعم. فقال له: «فكيف أمّ فلان»؟ قال: بخير. قال: «فكيف حالكم»؟ قال: بخير. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تمنّ ما شئت فإنّك لن تتمنّ اليوم شيئا إلاّ أعطيتك». قال: فإنّي أسألك ضأنا ثمانين. قال: فضحك (?) رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: يا عبد الرحمن بن عوف وفّها إيّاه. ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه وقال: «ما كان أحوج هذا الشيخ أن يكون مثل عجوز موسى». قال: قلنا: يا رسول الله صلّى الله عليك، وما عجوز موسى؟ قال: بنت يوسف الصّدّيق عليه السلام، عمّرت حتى صارت عجوزا كبيرة ذاهبة البصر، فلما أسرى موسى عليه السلام ببني إسرائيل غشيهم ضبابة حالت بينهم وبين الطريق أن يبصروها. وقيل لموسى: لن تعبر إلاّ ومعك عظام يوسف.

قال: ومن يدري أين موضعها؟ قالوا: ابنته عجوز كبيرة ذاهبة البصر تركناها في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015