وكان في زمانها عجوز ساحرة من بنات السحرة تسمّى تذورة (?)، فقالت لها دلوكة الملكة: إعملي لنا بربا (?) تمنع عنّا الأعداء. فقالت: نعم، على شرط أنكن تتزوّجن بعبيدكنّ وأجرائكن (?). ولا تقطعوا النسل، فقطعن ذلك على شرط أن لا يفعلوا شيئا إلاّ بمؤامرتهنّ في ذلك. وبقيت سنّة في القبط إلى يوم القيامة، فعند ذلك عملت (?) لهم بربا بمنف، وصوّرت فيها جميع أصناف الناس إن جاؤوا على خيل أو على جمال أو دوابّ أو رجّالة أو في مراكب من أيّ جهة كان (?)، وجعلت عليها حرّاسا ينظرون إلى الصّور بالنّوبة، فإذا قصد مصر عدوّ على صفة من هذه الصفات تحرّكت الصور التي تشبه العدوّ، فيعمدوا إليها يقطعوا رؤوسهم (?) وأيديهم وأرجلهم بالسيوف، ويفقّوا (?) أعينهم بالرماح، فيصيب ذلك بالعدوّ وهو في مكانه.

فاستمرّت مصر ممتنعة بتدبير العجوز تدوره أربع ماية سنة (?).

فملكتهم دلوكة بنت زبّا عشرين سنة وهلكت (?).

فبلغ صبيّ من أبناء القبط الأكابر يقال له دركون بن بلطوبس (?) فملّكوه عليهم. ثم مات (?).

فاستخلف ولده توذش (?)، ثم هلك (?).