وقراها أكثر من سائر البلاد غلالا.
ونيلها أعجب الأنهار في زيادته ونقصانه وعمومه على الأرض، وتقسيمه، وتصريفه، وحلاوته، وخفّته، فإنّ ماءه أخفّ المياه وأحلاها، وأسرعها هضما، وأطيبها سمكا، وأكثرها نزهة وصيدا، فإنه يصطاد من نيلها السمك الطريّ، وعن حافاته سائر أصناف الطير.
وفي صحاريها سائر أنواع الوحش، فهذا ما يوجد في إقليم غيره.
وذهبها أجود الذهب. وفيها معدن الزّمرّد بصحراء عيذاب، والشبّ الأبيض ببلاد الواحات.
... وكان في زمن الملك الكامل (?)، والصالح نجم الدين أيّوب (?) ولده مرتّب على مقطعي الواحات أن يحملوا إلى الأبواب الشريفة في كل سنة (ألف) (?) قنطار شبّ أبيض، بحكم أنهم أطلقوا لهم الجوالي بالواحات برسم أجرة حملها للشبّ، فأهمل وبطل، وتقادمت عليه السنين (?) إلى الآن. والله أعلم.
وهي أربع الواحات (?). مسيرة كل واح إلى الآخر ثلاثة أربعة (?) أيام. وكذلك مسيرة الواح الخارجة من أسيوط إليها، ومن منفلوط أربع (?) أيام. وبين أسيوط وبين الواح الخارجة وادي (?) عظيم، طويل من القبلة إلى بحريّ جميعه نخيل وأشجار وغيره، وعيون ماء، وقرى خراب تنتهي إلى الطرّانة وتروجه، وهو بلا ساكن. وكان في الزمان