القلب والجنبتين (?) نيّف (?) عن ألف ألف وخمس ماية ألف إنسان، وغرّق الله الجميع وهم نيّف عن ألفي ألف إنسان، فهذا من أقوى الدلائل على كثرة أهل مصر.
والآن، فيها الناس أكثر لاجتماع الناس فيها من سائر أقطار الأرض.
وأمّا عجائبها وخيراتها ومن فيها من العوالم فرجالها أفصح الرجال، ونساها (?) أحسن نساء سائر الأقاليم، وأضرفهم (?)، وألطفهم، وأعذبهم منطقا، وأرقّهم حاشية، ولا سيما في زماننا هذا.
وأمّا خيلها فأحسن الخيول وأجود خيول الدنيا، تساق إلى خدمة صاحب مصر، ولا سيما مولانا السلطان الملك الناصر ابن المرحوم السلطان الملك المنصور سيف الدنيا والدين قلاون الصالحيّ، فإنه جمع من الخيول الأصايل المثمنة ما لا قدر عليه مثله (غيره) (?)، ممّن كان قبله من الملوك لخاصّه ولحاشيته ومماليكه. فأمّا خيوله وبغاله وجماله البخاتيّات وغيرها فما يحصر ذلك، فحول عربيّات، وحجورة منوّعات، وأكاديش، روميّات، وتتريّات، وسيس (?)، وغير ذلك من سائر الأصناف، وخيل القمر، ومن البغال كذلك، هذه الجملة لخاصّه. ولقد وقع داغه على آلاف خيول وبغال وجمال ما لا ملكه غيره له خاصّة. وأمّا خيول مماليكه وحاشيته وجيشه بالديار المصرية والشامية فما تحصر.
وأمّا بغال الديار المصرية فإنها أطرز البغال، وحميرها أكيس الحمير، وأنبلها، وأسرعها، وأكثرها ثمنا، فيبلغ ثمن الحمار الفاره مايتي دينار وأكثر.
وأبقارها فأجمل أبقار الدنيا، وأغنامها فأملح الأغنام، وأكبر (?) خلقة، وألدنهم (?) لحما، وأغلاهم (?) ثمنا، والماعز فيها أنبل المواعز، وأدرّهم لبنا، وأزيدهم ثمنا. وأجمالها (?) أصبر الجمال، وأثقلها أحمالا، وأدومها على ذلك.
وزرعها أخصب زرع الأرض وأنجبه.