الناس عبد الأحمد تأدباً لاسم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويدل على ذلك أن
الشيخ عبد الأحمد كان يكتب اسمه أحمد بدون تلك النسبة، انتهى.
مات لسبع عشرة خلون من جمادي الآخرة سنة خمس وعشرين ومائتين وألف، كما في الحديقة.
مولانا عبد العلى اللكهنوي
الشيخ الفاضل عبد الأعلى بن عبد العلي بن نظام الدين بن قطب الدين الأنصاري السهالوي
اللكهنوي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على والده ولازمه ملازمة طويلة
ثم سافر إلى كلكته وتقرب إلى الولاة وأقام بها زماناً ولكنه لم ينل ما كان يؤمله فرجع إلى لكهنؤ
ولبث بها مدة ثم ذهب إلى كلكته، فلما خابت مساعيه مرة ثانية ذهب إلى مدراس عند والده وابتلى
بمرض هناك فرجع إلى لكهنؤ ومات في أثناء السفر، وكان والده يمنعه عن ذلك السفر الطويل نظراً
إلى شدة مرضه، كما في الأغصان الأربعة.
قال عبد الباري في آثار الأول: إنه صنف كتباً كثيرة لا تخلو عن فوائد منها: شرح الفقه الأكبر
وطال لسانه في حق سيدنا معاوية رضي الله عنه ومنها رسالة في التاريخ سماها رسالة قطبيه ومنها
شرح المناقب الرزاقية لجده وله رسالة في الأوراد، انتهى.
وإني ظفرت برسالتيه شرح المناقب الرزاقية وقد أطال الكلام فيه أيضاً على معاوية بن أبي سفيان
رضي الله عنه، ورساله قطبيه في أخبار جده الشيخ قطب الدين بن عبد الحليم السهالوي وأبنائه
وفيها فوائد كثيرة، تخلو عنها الأغصان الأربعة وغيرها
ومن فوائده
من رساله قطبيه أنه قال: إن العلم على نوعين نقلي وعقلي، والنقلي على سبعة أنواع: لغة وصرف
ونحو وبلاغة ومناظرة وأصول وفقه، والفقه ثلاثة فنون: العقائد والأحكام والأخلاق، ولكل منها كتب
على حدة، فصارت العلوم النقلية تسعة أنواع يجب تحصيلها وبعد ذلك يستحب له أن يشتغل بعلم
الوحي وهو القرآن والحديث، ولها أربعة فنون أخر ينبغي تحصيلها: القراءة والتاريخ وأحكام الناسخ
والمنسوخ وأقسام أصول الحديث، وبهذا الاعتبار صارت العلوم النقلية أربعة عشر نوعاً، فمن يجمع
هذه العلوم بتحقيق وتدقيق فهو مجتهد، لأن الإجتهاد باق إلى الآن غير ماض كما زعم بعض الحمقى،
وكيف يقصر على السلف فإن المهدي يكون أفضل المجتهدين في زمانه وكذلك عيسى عليه السلام
ولأن الفيوض النبوية - صلى الله على صاحبها وسلم - غير مقصورة على زمان دون زمان، وأما
العلوم العقلية فهي أيضاً على سبعة أنواع: الطب والمنطق والطبيعيات والإلهيات والنجوم والتكسير
والرياضي، أما الرياضيات فهي أربعة فنون: الحساب والهندسة والهيئة والموسيقى، ولكل منها كتب
على حدة فصارت العلوم العقلية عشرة أنواع، من يجمعها بتحقيق وتدقيق فهو حكيم، ومن يجمع هذه
الأنواع كلها عقلياً كان أو نقلياً فهو أعقل الناس وأشرفهم.
وقال في تلك الرسالة:
إن لكل من العلماء في التدريس طريقة على حدة مختلفة على حسب تفاوت الزمان والاستعداد، قال:
كان الشيخ قطب الدين الشهيد السهالوي يدرس كتاباً واحداً من كل فن بتحقيق وتدقيق فيتخرج عليه
العلماء المحققون، والشيخ نظام الدين كان يدرس كتابين من كل فن لكل من الطلبة إلا الأذكياء منهم
فإنه كان يدرسهم كتاباً واحداً، وأما ولده عبد العلي فهو يدرس لبعضهم كتاباً واحداً من كل فن
ولبعضهم كتابين ولبعضهم ثلاثة كتب على تفاوت الاستعداد، قال: وإني اخترت طريقة مرضية في
التدريس وهي أن يدرس الطلبة في صغر سنهم قبل بلوغهم إلى حد الحلم فإن حافظتهم في هذا
الزمان تكون أجود فينبغي أن يدرسهم في اللغة: نصاب الصبيان ونصاب الملحقات ونصاب المثلث
ونصاب البديع ونصاب الإخوان ونصاب تجنيس اللغات وفي الصرف: الميزان والمنشعب والزبدة
وصرف مير والتصريف من بنج كنج ودستور المبتدئ وفصول أكبري وفي النحو: نحو مير والمائة
والجمل والتتمة والضريري والمصباح وهداية النحو ثم يدرسهم كتابين أحدهما من