والأظهر أن القراءة أولى،
فيقول فيه على قول محمد كما نقل عنه صاحب الهداية والجهر بالتأمين أولى من خفضه لأن رواية
جهره أكثر وأوضح، وترك الجهر بالتسمية أولى من الجهر بها لأن رواية ترك جهرها أكثر وأوضح
من جهرها، ووضع اليد على الأخرى أولى من الإرسال، والإرسال لم يثبت عنه صلى الله عليه وآله
وسلم، بل ثبت الوضع كما روى مالك في المؤطأ وغيره في غيره، والوضع تحت السرة وفوق السرة
متساويان، والقنوت وتركه متساويان.
ومما ذهب إليه أن تجزي الإجتهاد وتجزي التقليد لا بأس به، وأن التزام تقليد شخص معين لم يجمع
على لزوم الاستمرار عليه، وما اشتهر من منع التقاط الرخص أيضاً خلاف، واتباع غير الأئمة
الأربعة أيضاً مما لم بجمع على منعه، واتباع مذهب الحنفية ليس تقليد شخص معين، فوحدة هذا
المذهب اختيارية، وكذلك وحدة المذاهب الأربعة أيضاً، فلا يلزم على متبعيه نقصان كما لا يلزم على
متبع المذهب الحنفي، والحاصل أنه لا يجوز التزام تقليد شخص معين مع تمكن الرجوع إلى
الروايات الدالة خلاف قول الإمام المقلد بفتح اللام والتقليد المطلق جائز وإلا لزم تكليف كل عامي،
وإن قول الصحابي من السنية في حكم الرفع وفهم الصحابي ليس بحجة لا سيما إذا كان مخالفاً لأجلة
الصحابة رضي الله عنهم.
وأما مصنفاته:
فهي عديدة أحسنها كتابه الصراط المستقيم بالفارسي، جمع فيه ما صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن شيخه
السيد الإمام قولاً وفعلاً، وفيه بابان من إنشاء صاحبه الشيخ عبد الحي ابن هبة الله الصديقي
البرهانوي، ومنها إيضاح الحق الصريح في أحكام الميت والضريح في بيان حقيقة السنة والبدعة،
ومنها منصب إمامة في تحقيق منصب النبوة والإمامة وهو مما لم يسبق إليه، ومنها رسالة له في
مبحث إمكان النظير وامتناع النظير كلها بالفارسية، ومنها مختصر له بالعربي في أصول الفقه،
ومنها رسالة له بالعربية في رد الإشراك والبدع رتبها على بابين، ومنها تنوير العينين في إثبات رفع
اليدين بالعربية، ومنها سلك نور مزدوجة له بالهندية، ومنها تقوية الإيمان كتاب له مشهور بالهندي
وهو ترجمة الباب الأول من رسالته في رد الإشراك وقال أحمد بن محمد المتقي الدهلوي في آثار
الصناديد: إن رسالة له في المنطق ادعى فيها أن الشكل الرابع من أجلى البديهيات والشكل الأول
خلافه وأقام على ذلك الادعاء من البرهين ما لم يندفع ولم يجترئ على دفعها أحد من معاصريه،
انتهى.
وقال الشيخ محسن بن يحيى الترهتي
في اليانع الجني: إنه كان أشدهم في دين الله، وأحفظهم للسنة، يغضب لها ويندب إليها ويشنع على
البدع وأهلها، من مصنفاته كتاب الصراط المستقيم في التصوف، والإيضاح في بيان حقيقة السنة
والبدعة مشهوران يرغب الناس فيهما، ومختصر في أصول الفقه، وقرة العينين صوابه تنوير
العينين انفرد فيها بمسائل عن جمهور أصحابه، واتبعه عليها أناس من المشرق من بنكاله وغيرها
أكثر عدداً من حصى البطحاء، وله كتاب آخر في التوحيد والإشراك فيه أمور في حلاوة التوحيد
والعسل وأخرى في مرارة الحنظل، فمن قائل إنها دست فيه وقائل إنه تعمدها، انتهى.
قال صديق بن الحسن القنوجي في أبجد العلوم بعد ما نقل تلك العبارة: أقول ليس في كتابه الذي
أشار إليه وهو المسمى برد الاشراك في العربية وبتقوية الإيمان بالهندية شيء مما يشان به عرضه
العلي، ويهان به فضله الجلي، وإنما هذه المقالة الصادرة عن صاحب اليانع الجني مصدرها تلمذه
بالشيخ فضل حق الخير آبادي، فإنه أول من قام بضده وتصدى لرده في رسائله التي ليست عليها
أثارة من علم الكتاب والسنة، انتهى.