وهو لم يزل مستقيماً في الخانقاه، الزاوية حتى مضت عليه أربعة أشهر،

وغلبت الحكومة الإنكليزية مرة ثانية على الثوار، واتهموه بافتاء الخروج على الحكومة، وأرادوا أن

يفعلوا به وبعشيرته ما فعلوا بالمحاربين من قتل ونهب، فشفع فيه رئيس الأفاغنة الذي به غلبت

الحكومة على الهند، فكفوا أيديهم عن المؤاخذة، حتى خرج الشيخ مع عشيرته كلها من دهلي، وأراد

أن يسافر إلى الحرمين الشريفين، فحصل له الرئيس المذكور جواز السفر من الحكومة، وجهز له

الزاد والراحلة، حتى بلغ إلى مكة المشرفة، وتشرف بالحج ثم ذهب إلى طابة الطيبة، وسكن بها،

وكان خرج من دهلي في آخر محرم سنة أربع وسبعين ودخل مكة المباركة في شوال من تلك السنة.

وله رسائل في الفقه والسلوك، منها الفوائد الضابطة في إثبات الرابطة ومنها تصحيح المسائل في

الرد على مائة مسائل ومنها الأنهار الأربعة في شرح الطرق الجشتية والقادرية والنقشبندية

والمجددية، وله غير ذلك.

توفي يوم الثلاثاء بعد صلاة الظهر لليلتين خلتا من ربيع الأول سنة سبع وسبعين ومائتين وألف

بالمدينة المنورة، فدفن بالبقيع عند قبة سيدنا عثمان رضي الله عنه.

الحكيم أحمد علي العظيم آبادي

الشيخ الفاضل أحمد علي بن رضي الدين بن رفيع الدين الصديقي العظيم آبادي أحد الرجال

المشهورين في الصناعة الطبية، ولد ونشأ ببلدة عظيم آباد وقرأ المختصرات على أساتذة بلدته ثم

سافر إلى لكهنؤ، وقرأ الكتب الدرسية على أساتذتها، ثم تطبب على الحكيم غضنفر علي اللكهنوي،

وتزوج في عشيرته ثم رجع إلى عظيم آباد وتصدر بها للدرس والإفادة، كما في الدر المنثور.

السيد أحمد علي النصير آبادي

السيد الشريف أحمد علي بن عبد السبحان بن عثمان بن نور الحسني الحسيني النصير آبادي، أحد

الرجال المعروفين بالفضل والصلاح كان ابن أخت السيد الإمام أحمد بن عرفان بن نور الشهيد

البريلوي، ولد ونشأ بنصير آباد، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم لازم السيد الإمام المذكور، وأخذ

عنه الطريقة وسافر معه إلى الحدود وشاركه في الجهاد.

وكان صالحاً تقياً، متورعاً شجاعاً، مقداماً، باذلاً نفسه في ابتغاء مرضات الله سبحانه، في سبيله

استشهد في ذي القعدة سنة ست وأربعين ومائتين وألف، كما في سيرة علمية.

الشيخ أحمد علي السهارنبوري

الشيخ العالم الفقيه المحدث أحمد علي بن لطف الله الحنفي الماتريدي السهارنبوري أحد كبار الفقهاء

الحنفية، ولد ونشأ بمدينة سهارنبور وقرأ شيئاً نزراً على أساتذة بلدته، ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن

الشيخ مملوك العلي النانوتوي، وأسند الحديث عن الشيخ وجيه الدين السهارنبوري عن الشيخ عبد

الحي بن هبة الله البرهانوي عن الشيخ عبد القادر بن ولي الله الدهلوي، ثم سافر إلى مكة المباركة

فتشرف بالحج وقرأ الأمهات الست على الشيخ إسحاق ابن محمد أفضل الدهلوي المهاجر المكي سبط

الشيخ عبد العزيز بن ولي الله، وأخذ عنه الإجازة، ورحل إلى المدينة المنورة، وسعد وتبرك بالاقامة

في جوار النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم رجع إلى الهند، وتصدر بها للتدريس مع استرزاقه بالتجارة،

وكان عالماً صدوقاً أميناً ذا عناية تامة بالحديث، صرف عمره في تدريس الصحاح الست وتصحيحها

لا سيما صحيح الإمام البخاري، خدمه عشر سنين، فصححه وكتب عليه حاشية مبسوطة.

توفي بالفالج لست ليال خلون من جمادي الأولى سنة سبع وتسعين ومائتين وألف بمدينة سهارنبور

فدفن بها.

السيد أحمد علي الشيعي المحمد آبادي

الشيخ الفاضل أحمد علي بن عنايت حيدر بن السيد علي بن غلام حامد الحسيني المحمد آبادي أحد

علماء الشيعة، يرجع نسبه إلى عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين السبط - عليه وعلى آبائه

السلام -، ولد في رمضان سنة ست ومائتين وألف بمدينة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015